تحتل الموسيقى الشعبية الكوردية مكانة مرموقة بين الثقافات العامة لشعوب الشرق أنها تتمتع بشعبية واسعة وبشهرة كبيرة سواء أكان بين الأكراد أو بين الشعوب المجاورة.
فمنذ نهاية القرن الماضي والموسيقى الفلكلورية الكوردية تثير اهتمام كثير من الفلكلوريين والموسيقيين والكتاب والرحالة من القوميات المختلفة وخاصة من الأرمن حيث أصبحت بالنسبة لهم مادة للبحث والتشغيل الموسيقي.
يعود الفضل في التسجيلات الأولية المعروفة للموسيقى الكردية إلى الموسيقار الروسي ( ب . سيا ليسك ) إلا إن هذه التسجيلات تحظى بأهمية وثائقية فقط ، ومن بين الموسيقيين الأرمن الذين جمعوا الأغاني الكردية يأتي ( كارا – موزرا وكوميتاس وس ميليكيان وأ كورجاريان وك ، زاكاريان وس ، كاسباريان وم ، توماجان ، ) أن لهذه التسجيلات دورا هاما في حفظ الموسيقى التقليدية وإنشاء مدرسة موسيقية محترفة ،
إن الظاهرة الجديرة للحياة الثقافية لأكراد أرمينيا السوفيتية هي ظهر كتاب (( مجموعة الأغاني الكردية )) من قبل الموسيقيين الفلكلوريين الأكراد ، جواري وجليلي جليل فقد طبعت سبع مجموعات لجواري و أربع مجموعات لجليلي جليل . إن العمل الأخير لجليلي جليل يشمل على أنماط من الموسيقى الكردية المطبوعة جزئيا أو غير المطبوعة كليا – كالآلات العازفة وعلى أنماط القرون الوسطى من ( الأبيات ) فلاغاني التاريخية التي تزيد في أغناء التركيب الفني للمجموعات العلمية ، كما أنها تتسم بطابع شعبي إذ وضعت لوسط واسع من القراء وعلى مبدأ من الشكل البسيط والى المعقد ، وتضم قطعا شفهية للاغاني التي كثير من الغموض والأخطاء مما يثير الشكوك حول عدم دراسة المواد بشكل جيد .
تحتل أغاني الرقصات مكانا بارزا في أعمال جليلي جليل القديمة منها والحديثة كما طبعت ( 33) أغنية من أغاني الرقصات في مجموعة ( الفولكلور الكوردي )) للأخوين اوردخان وجليلي جليل .
في الوقت الحاضر أنجز عمل كبير حول تسجيلات من النماذج الموسيقى الفلكلورية على يد الموسيقيين الأكراد في الخارج ، ففي عام 1978 صدرت في بغداد نوتات تسجيله عن الأغاني الشعبية لأنور قره داغي في المجموعة الغنائية المكرسة للمغنى المشهور ( حه سه ن زيره ك ) وبدءا من عام 1980 تصدر في السويد مجلة ( الموسيقى والفن ) باللغة الكردية وقد ورد في الأعداد الأربعة عشر الصادرة حتى ألان من المجلة مقالات عن الموسيقى والموسيقيين كما كرست أبواب لمبادئ التعليم الموسيقي وللتسجيلات فلاغاني الفلكلورية المكتوبة من قبل كاتب الصحيفة – الموسيقار ( بشير بوطاني ) كما صدر له مجموعة من الأغاني والشعر بعنوان (( السلم والحب )) .
إن الأعمال الفلكلورية سواء أكان لــ
أنور قره داغي أو لبشير بوتاني
تشمل على الأغاني الفلاحية و أغاني المدينة واللحن مما يقدم تصورا عاما حول الحياة الموسيقية لأكراد العراق ، لكن وللأسف إن هذه المدونات بتأويلها للموسيقى الشعبية وللفن التسجيلي لم يلب مطلقا المطالب العصرية للموسيقى الفلكلورية .
كما إن التسجيلات الإلية للموسيقى الكردية تحتوي على مواد غنية جدا يحفظ مثل هذا الشكل في أرشيف الدول والأشخاص : في معهد الأدب الروسي التابع لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفييتي ( سابقا ) وفي معهد الفنون لأكاديمية العلوم بأرمينيا السوفييتية ، وفي معهد الموسيقى العالي الدولي في تبليس .
إن هذه الكتابات أنجزت من قبل ( ا . افالد ومن قبل – خ.كوشناراين و آ.كوجاريان ، وف.اخوبادزه ون – جواري ، ) من الأعمال الشخصية المعروفة كتابات ( ك.جنحيكفادزة – وجليلي جليل ون. جواي ، ) إن عملا كبيرا في مجالات التسجيل الإلية للموسيقى الفلوكلورية الكردية وفي الأداء الغنائي لأفضل المغنين الشعبيين والموسيقاريين ينجز من قبل هيئة تحرير برنامج الإذاعة بالله الكردية وهيئة الدولة للتلفزيون والراديو في أرمينيا السوفيتية بيريفان ، كما أنجز عمل ضخم في هذا المجال في كل من بغداد وكرمنشاه .
ومقارنة بذلك فانه لم ينجز إلا القليل في مجال دراسة وبحث الموسيقى الشعبية الكردية ، من المعروف انه في عام 1898 قام كوميتاس اثر تخرجه من المعهد الموسيقي العالي ( كونسورفاترويا ) في برلين بعرض عمل حول الموسيقى الكردية ، الذي وللآسف الشديد لم يحفظ ، هناك فقط بعض الملاحظات حول الموسيقى الكردية في مقالات كوميتاس المكرسة للموسيقى الشعبية الأمنية كما إن المختصين الموسيقيين الأرمن ( ف .كورغانوف وس . ميلي كيان وك . كارسباريان ) تطرقوا من جانبهم إلى المسائل النظرية للموسيقى الكردية ، إن هذه الملاحظات تم إلى المسائل المختلفة للموسيقى الكردية ولها قيمة علمية خاصة .
وفي عام 1976 صدر في معهد الفنون الأكاديمية العلوم بأرمينيا السوفيتية بحث عليم للجواري تحت عنوان
(( الفن الغنائي الشعبي الكردي )) باللغة الأرمنية كرس هذا البحث للمسائل الموسيقية الشعبية الكردية ولم يدرس الفلكلور الكردي جيدا ، إن جمع ودراسة الموسيقى الشعبية في الوقت الراهن تطلب اهتماما أكثر جدية وذلك لأنه يوما بعد يوم تضيع نماذج كثيرة من التراث التقليدي الشعبي ، إما الأعمال التي أنجزت حتى ألان فأنها عموما تحمل طابعا عفويا وغالبا ما لا يتجاوب المستلزمات العلمية المعاصرة .
وما يتعلق بالمسائل المطروحة هذه فان أهمية خاصة تتعلق بظهور نماذج جديدة من الإبداع الشعبي لأنه حتى الوقت الحاضر فان الجزء الأساسي لكل ما كتب عن الموسيقى الكردية لا يمس سوى أغاني الرقص ، إن سبب هذه الظاهرة هي قلة الاطلاع على بيئة الشعب الموسيقية وخاصة لان أغاني الرقص تتميز بالإيقاع الخفيف وسهلة على السمع ، هذا إذا ما قورنت بأغاني الفنون الأخرى حيث إن تسجيل هذه النماذج تطلب تحضيرا خاصا في مجال الموسيقى واللغة الكرديتين ، ويقد بذلك نماذج الأغاني الشعبية الإبداعية التي وبالمقارنة مع أغاني الرقصات الموجودة كما يقال على السطح من الموسيقى التقليدية ، تقع ضمن التراث الشعبي المتجذر في الأوساط الشعبية والتي تتميز بخصوصيتها التاريخية وقيمتها العاليتين ، إن هذه الأغاني المطولة – أغاني الروايات والأغاني التاريخية والشعر الغنائي والتي باستثناء الأخير تشكل مقطوعات غنائية من القصص الشعبية ومن القصص التاريخية .
ظهرت المقطوعات الغنائية إما كتكملة للقصص و إما كعمل مستقل وكامل بذاتها ، إن القاص عادة يقص الأحداث ويغني المقاطع الشعرية ، أو يكتفي القاص بالسرد الغنائي منطلقا بذلك من الشهرة العامة للقصة ، في هذه الحالة لا تترك هذه الأغاني أثرا كاملا بسبب غياب عامل السرد القصصي ، إن تثبيت القصص لا يقل أهمية عن تسجيل الأغاني .
بالإضافة إلى الأغاني المشار أليه أعلاه ، هناك أيضا نماذج نادرة كما هو على سبيل المثال مقطوعات من الملحمة البطولية الشعبية ( دم – دم ) و أغاني العمل والزواج …. الخ.
إن الأغاني المسجلة حتى الآن لا تخرج بشكل خاص عن إطار أغاني الرقصات وفي الوقت ذاته فهي تعرض الأغنية الفلاحية ومن الممتع انه حتى وقت قريب كان ينظر إلى الموسيقى الكردية كموسيقى فلاحيه بسبب سيادة الأغنية الفلاحية على المجالات الأخرى ، من التراث الغنائي الشعبي ، إن الشعب الكردي الذي ارتبط فيما بعد وبشكل وثيق مع نمط الحياة الزراعية أبدع موسيقى فلاحيه غنية تعبر بشكل أدق عن روحه القومية وعن الإمكانيات الإبداعية وخصائص الفن الغنائي القومي .
وفي الوقت نفسه ، فهناك نماذج أخرى تحدث اهتماما علميا ليس اقل من الأولى وتظهر استقلاليتها ليس فقط من خلال اختلافها في الوصف الخاص بل ومن اختلاف خصائصها الموسيقية – الشعرية عن الأغاني الفلاحية ، أنها أغاني الشعراء الشعبيين و أغاني المدنية والدينية .
إن الفن الشعبي الكردي على غرار الفن الشعبي الريفي شائع بين شعوب الشرق ويعتبر جزءا لا يتجزأ من الفن الشعبي الشرقي ، حافظ هذا الفن على وجوده سواء أكان بين أكراد الاتحاد السوفيتي سابقا أو في كردستان نفسه ، ولا يزال يحتل مكانا هاما ومتميزا بين الثقافة الموسيقية للشعب .
يرتبط نشوء وتطور الأغاني الكردية في المدن المدنية ينمو المدن الكردية وظهور المثقفين وبنهوض الوعي القومي للشعب ، حيث بدأ هذا النوع من الأغنية يتشكل في كردستان أولا ، آخذا في الانتشار شيئا فشيئا إلى إن نال شهرة واسعة .
فمن بين الفلكلور الغنائي الكردي تشكل الأغاني الدينية أكثرها تعقيدا وصعوبة،
إن الهدف من دارسة الفلكلور الغنائي بجميع أنواعه هو إلقاء الضوء عليه بالإضافة إلى أنها تساعد عليمة البحث المستمر بهدف لم شمل الفلكلور بكافة نماذجه كما إن الألحان الموسيقية الرعوية والغنائية والراقصة والتي لم يسجل منها حتى ألان إلا القليل ، تضم في ثناياها قسما مهما من الموسيقى الشعبية الكردية فالألحان الرعوية – ذات النغمات طويلة الأنفاس الذي جسد فنيا شعور الرعاة ، ليس إلا عبارة عن ملاحم غنائية تعزف هذه الأعمال الإبداعية الرائعة أيضا في الحفلات الموسيقية مع الأغاني .
من الممتع إن الألحان الغنائية الكردية بشكل عام منهجية ذات مضمون محدد ، حيث تؤخذ القصص من الأساطير الشعبية ومن الماضي التاريخي للشعب والتي يعتبر تسجيلها ضرورة ملحة أيضا أما ما يخص الحان الرقص – فهي تكون على شكل الحان مستقلة او نغمات لاغاني الرقص المشهورة ، من الطبيعي إن هذا القسم من الموسيقى الصامتة يشارك مع فن أغاني الرقص بصفات كثيرة ، سوى الفرق الوحيد وذلك بفضل قدرة الآلات من ناحية الصوت والتطور الإيقاعي ، وتشكل الحان الطقوس وخاصة الحان العرائس والصيد …. الخ .
جزءا مهما من الموسيقية الصامتة ، فالألحان الصامتة وباستخدام الأدوات الموسيقية المختلفة تشكل جزءا غنيا وقيما من الموسيقى الكردية ، ويستحق هذا النوع وبوضعه الحالي اهتماما خاصا إن الموسيقى الكردية وأسوة بالفن الموسيقي للشعوب الأخرى تتسم بطابعها الخاص فلهذا الفن من الموسيقى نظام تلحيني محدد ومبادئ خاصة بتطور الألحان وشكل تكويني معين وفي الوقت الحاضر تشترك جميع أنواع الأغاني والفنون بصفات عامة ، إن دراسة الموسيقى الكردية المتنوعة تساعدنا على انتقاء الأغاني بشكل سديد .
كما ينبغي إعطاء اهتمام خاص لمسألة تصنيف ودراسة المؤلفات الموسيقية الفلكلورية الكردية، إن هذا المؤلفات بشكل عام تحمل طابعا شعبيا وتتضمن مواد خامة، لقد آن الأوان للتفكير بالأساليب العلمية في ترتيب المواد وفق ضرورة العصر.
إن العمل في مجال جمع ودراسة نماذج من الموسيقى الشعبية الكردية جرى ولا زال يجري بشكل أساسي في أرمينيا السوفيتية وفي وقتنا الراهن ، لم تدرس تقريبا موسيقى الأكراد القاطنين في جمهوريات الاتحاد السوفيتي : جورجيا ، و أذربيجان ، وتركمانيا ، و قرغيزيا ، وكازاخستان ، وكذلك في كردستان بالذات تلك المجزأة الجنوبية والشرقية والشمالية و الشمالية الغربية ، إن جمع ودارسة موسيقى الأكراد في هذه المناطق سيساعدنا على حل مسائل كثيرة ملحة .
وإضافة إلى عامل التجزئة ، يتوزع الأكراد ما بين مجموعات من اللهجات والطوائف وتجدر الإشارة إلى إن ما تم تسجيله حتى الآن قد أنجز بشكل أساسي على يد الأكراد اليزيديين المتحدثين باللهجة الكرمانجية ، ومن الطبيعي إن سيادة أنظمة اجتماعية مختلفة وتغاير الشروط الاجتماعية والانتماء إلى اللهجات ومذاهب مختلفة جعل الشعب يبدع لهجات موسيقية متعددة رئيسية ومحلية وفي الوقت ذاته ، فان فلكلور بعض من فئات الشعب بخصائصه المميزة يحمل طابعا قوميا عاما ، وانطلاقا من كل هذا فا إحدى المسائل الأساسية أمام الفلكلور الكردي هي دراسة مقارنة الفلكلور الفئات الشعبية المختلفة و إبراز المشترك فيما بينها وتحديد طبيعة خصائصها ومميزاتها .
وبالرغم من أن الموسيقى الكردية تعتبر فنا مستقلا بذاتها فاها وفي نفس الوقت تعتبر جزءا لا يتجزأ من التراث العام لشعوب الشرق ، فقد جاور الأكراد ولقرون عديدة شعوب متعددة ، إن دراسة العلاقة المشتركة والتأثير المتبادل للتراث الموسيقي لهذه الشعوب سيساعدنا على إبراز مسائل جدية متعددة .
إن هذه الأعمال ستنجز على أيادي أجيال متعددة ، ولكن وبسبب التغييرات في الفلكلور الشعبي التقليدي ، فعلينا أن نبدي اليوم قلقنا إزاء تهيئة و أعداد الكادر ، يجب إن تلقى هذه المسألة الاهتمام سواء أكان من قبل المستكردين أو البقية الباقية من المستشرقين ، لان مسائل الموسيقى الكردية ترتبط بشكل عضوي مع مسائل الاستشراق ، إن إبراز علاقة التراث الروحي ما بين الشعوب المختلفة تحظى بأهمية عليمة خاصة .
ن .آ . جواري – نورة جواري : هي ابنة البروفسور الكردي المرحوم حاجي جندي موسيقية ..
المصدر: أبحاث علمية كردية
فمنذ نهاية القرن الماضي والموسيقى الفلكلورية الكوردية تثير اهتمام كثير من الفلكلوريين والموسيقيين والكتاب والرحالة من القوميات المختلفة وخاصة من الأرمن حيث أصبحت بالنسبة لهم مادة للبحث والتشغيل الموسيقي.
يعود الفضل في التسجيلات الأولية المعروفة للموسيقى الكردية إلى الموسيقار الروسي ( ب . سيا ليسك ) إلا إن هذه التسجيلات تحظى بأهمية وثائقية فقط ، ومن بين الموسيقيين الأرمن الذين جمعوا الأغاني الكردية يأتي ( كارا – موزرا وكوميتاس وس ميليكيان وأ كورجاريان وك ، زاكاريان وس ، كاسباريان وم ، توماجان ، ) أن لهذه التسجيلات دورا هاما في حفظ الموسيقى التقليدية وإنشاء مدرسة موسيقية محترفة ،
إن الظاهرة الجديرة للحياة الثقافية لأكراد أرمينيا السوفيتية هي ظهر كتاب (( مجموعة الأغاني الكردية )) من قبل الموسيقيين الفلكلوريين الأكراد ، جواري وجليلي جليل فقد طبعت سبع مجموعات لجواري و أربع مجموعات لجليلي جليل . إن العمل الأخير لجليلي جليل يشمل على أنماط من الموسيقى الكردية المطبوعة جزئيا أو غير المطبوعة كليا – كالآلات العازفة وعلى أنماط القرون الوسطى من ( الأبيات ) فلاغاني التاريخية التي تزيد في أغناء التركيب الفني للمجموعات العلمية ، كما أنها تتسم بطابع شعبي إذ وضعت لوسط واسع من القراء وعلى مبدأ من الشكل البسيط والى المعقد ، وتضم قطعا شفهية للاغاني التي كثير من الغموض والأخطاء مما يثير الشكوك حول عدم دراسة المواد بشكل جيد .
تحتل أغاني الرقصات مكانا بارزا في أعمال جليلي جليل القديمة منها والحديثة كما طبعت ( 33) أغنية من أغاني الرقصات في مجموعة ( الفولكلور الكوردي )) للأخوين اوردخان وجليلي جليل .
في الوقت الحاضر أنجز عمل كبير حول تسجيلات من النماذج الموسيقى الفلكلورية على يد الموسيقيين الأكراد في الخارج ، ففي عام 1978 صدرت في بغداد نوتات تسجيله عن الأغاني الشعبية لأنور قره داغي في المجموعة الغنائية المكرسة للمغنى المشهور ( حه سه ن زيره ك ) وبدءا من عام 1980 تصدر في السويد مجلة ( الموسيقى والفن ) باللغة الكردية وقد ورد في الأعداد الأربعة عشر الصادرة حتى ألان من المجلة مقالات عن الموسيقى والموسيقيين كما كرست أبواب لمبادئ التعليم الموسيقي وللتسجيلات فلاغاني الفلكلورية المكتوبة من قبل كاتب الصحيفة – الموسيقار ( بشير بوطاني ) كما صدر له مجموعة من الأغاني والشعر بعنوان (( السلم والحب )) .
إن الأعمال الفلكلورية سواء أكان لــ
أنور قره داغي أو لبشير بوتاني
تشمل على الأغاني الفلاحية و أغاني المدينة واللحن مما يقدم تصورا عاما حول الحياة الموسيقية لأكراد العراق ، لكن وللأسف إن هذه المدونات بتأويلها للموسيقى الشعبية وللفن التسجيلي لم يلب مطلقا المطالب العصرية للموسيقى الفلكلورية .
كما إن التسجيلات الإلية للموسيقى الكردية تحتوي على مواد غنية جدا يحفظ مثل هذا الشكل في أرشيف الدول والأشخاص : في معهد الأدب الروسي التابع لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفييتي ( سابقا ) وفي معهد الفنون لأكاديمية العلوم بأرمينيا السوفييتية ، وفي معهد الموسيقى العالي الدولي في تبليس .
إن هذه الكتابات أنجزت من قبل ( ا . افالد ومن قبل – خ.كوشناراين و آ.كوجاريان ، وف.اخوبادزه ون – جواري ، ) من الأعمال الشخصية المعروفة كتابات ( ك.جنحيكفادزة – وجليلي جليل ون. جواي ، ) إن عملا كبيرا في مجالات التسجيل الإلية للموسيقى الفلوكلورية الكردية وفي الأداء الغنائي لأفضل المغنين الشعبيين والموسيقاريين ينجز من قبل هيئة تحرير برنامج الإذاعة بالله الكردية وهيئة الدولة للتلفزيون والراديو في أرمينيا السوفيتية بيريفان ، كما أنجز عمل ضخم في هذا المجال في كل من بغداد وكرمنشاه .
ومقارنة بذلك فانه لم ينجز إلا القليل في مجال دراسة وبحث الموسيقى الشعبية الكردية ، من المعروف انه في عام 1898 قام كوميتاس اثر تخرجه من المعهد الموسيقي العالي ( كونسورفاترويا ) في برلين بعرض عمل حول الموسيقى الكردية ، الذي وللآسف الشديد لم يحفظ ، هناك فقط بعض الملاحظات حول الموسيقى الكردية في مقالات كوميتاس المكرسة للموسيقى الشعبية الأمنية كما إن المختصين الموسيقيين الأرمن ( ف .كورغانوف وس . ميلي كيان وك . كارسباريان ) تطرقوا من جانبهم إلى المسائل النظرية للموسيقى الكردية ، إن هذه الملاحظات تم إلى المسائل المختلفة للموسيقى الكردية ولها قيمة علمية خاصة .
وفي عام 1976 صدر في معهد الفنون الأكاديمية العلوم بأرمينيا السوفيتية بحث عليم للجواري تحت عنوان
(( الفن الغنائي الشعبي الكردي )) باللغة الأرمنية كرس هذا البحث للمسائل الموسيقية الشعبية الكردية ولم يدرس الفلكلور الكردي جيدا ، إن جمع ودراسة الموسيقى الشعبية في الوقت الراهن تطلب اهتماما أكثر جدية وذلك لأنه يوما بعد يوم تضيع نماذج كثيرة من التراث التقليدي الشعبي ، إما الأعمال التي أنجزت حتى ألان فأنها عموما تحمل طابعا عفويا وغالبا ما لا يتجاوب المستلزمات العلمية المعاصرة .
وما يتعلق بالمسائل المطروحة هذه فان أهمية خاصة تتعلق بظهور نماذج جديدة من الإبداع الشعبي لأنه حتى الوقت الحاضر فان الجزء الأساسي لكل ما كتب عن الموسيقى الكردية لا يمس سوى أغاني الرقص ، إن سبب هذه الظاهرة هي قلة الاطلاع على بيئة الشعب الموسيقية وخاصة لان أغاني الرقص تتميز بالإيقاع الخفيف وسهلة على السمع ، هذا إذا ما قورنت بأغاني الفنون الأخرى حيث إن تسجيل هذه النماذج تطلب تحضيرا خاصا في مجال الموسيقى واللغة الكرديتين ، ويقد بذلك نماذج الأغاني الشعبية الإبداعية التي وبالمقارنة مع أغاني الرقصات الموجودة كما يقال على السطح من الموسيقى التقليدية ، تقع ضمن التراث الشعبي المتجذر في الأوساط الشعبية والتي تتميز بخصوصيتها التاريخية وقيمتها العاليتين ، إن هذه الأغاني المطولة – أغاني الروايات والأغاني التاريخية والشعر الغنائي والتي باستثناء الأخير تشكل مقطوعات غنائية من القصص الشعبية ومن القصص التاريخية .
ظهرت المقطوعات الغنائية إما كتكملة للقصص و إما كعمل مستقل وكامل بذاتها ، إن القاص عادة يقص الأحداث ويغني المقاطع الشعرية ، أو يكتفي القاص بالسرد الغنائي منطلقا بذلك من الشهرة العامة للقصة ، في هذه الحالة لا تترك هذه الأغاني أثرا كاملا بسبب غياب عامل السرد القصصي ، إن تثبيت القصص لا يقل أهمية عن تسجيل الأغاني .
بالإضافة إلى الأغاني المشار أليه أعلاه ، هناك أيضا نماذج نادرة كما هو على سبيل المثال مقطوعات من الملحمة البطولية الشعبية ( دم – دم ) و أغاني العمل والزواج …. الخ.
إن الأغاني المسجلة حتى الآن لا تخرج بشكل خاص عن إطار أغاني الرقصات وفي الوقت ذاته فهي تعرض الأغنية الفلاحية ومن الممتع انه حتى وقت قريب كان ينظر إلى الموسيقى الكردية كموسيقى فلاحيه بسبب سيادة الأغنية الفلاحية على المجالات الأخرى ، من التراث الغنائي الشعبي ، إن الشعب الكردي الذي ارتبط فيما بعد وبشكل وثيق مع نمط الحياة الزراعية أبدع موسيقى فلاحيه غنية تعبر بشكل أدق عن روحه القومية وعن الإمكانيات الإبداعية وخصائص الفن الغنائي القومي .
وفي الوقت نفسه ، فهناك نماذج أخرى تحدث اهتماما علميا ليس اقل من الأولى وتظهر استقلاليتها ليس فقط من خلال اختلافها في الوصف الخاص بل ومن اختلاف خصائصها الموسيقية – الشعرية عن الأغاني الفلاحية ، أنها أغاني الشعراء الشعبيين و أغاني المدنية والدينية .
إن الفن الشعبي الكردي على غرار الفن الشعبي الريفي شائع بين شعوب الشرق ويعتبر جزءا لا يتجزأ من الفن الشعبي الشرقي ، حافظ هذا الفن على وجوده سواء أكان بين أكراد الاتحاد السوفيتي سابقا أو في كردستان نفسه ، ولا يزال يحتل مكانا هاما ومتميزا بين الثقافة الموسيقية للشعب .
يرتبط نشوء وتطور الأغاني الكردية في المدن المدنية ينمو المدن الكردية وظهور المثقفين وبنهوض الوعي القومي للشعب ، حيث بدأ هذا النوع من الأغنية يتشكل في كردستان أولا ، آخذا في الانتشار شيئا فشيئا إلى إن نال شهرة واسعة .
فمن بين الفلكلور الغنائي الكردي تشكل الأغاني الدينية أكثرها تعقيدا وصعوبة،
إن الهدف من دارسة الفلكلور الغنائي بجميع أنواعه هو إلقاء الضوء عليه بالإضافة إلى أنها تساعد عليمة البحث المستمر بهدف لم شمل الفلكلور بكافة نماذجه كما إن الألحان الموسيقية الرعوية والغنائية والراقصة والتي لم يسجل منها حتى ألان إلا القليل ، تضم في ثناياها قسما مهما من الموسيقى الشعبية الكردية فالألحان الرعوية – ذات النغمات طويلة الأنفاس الذي جسد فنيا شعور الرعاة ، ليس إلا عبارة عن ملاحم غنائية تعزف هذه الأعمال الإبداعية الرائعة أيضا في الحفلات الموسيقية مع الأغاني .
من الممتع إن الألحان الغنائية الكردية بشكل عام منهجية ذات مضمون محدد ، حيث تؤخذ القصص من الأساطير الشعبية ومن الماضي التاريخي للشعب والتي يعتبر تسجيلها ضرورة ملحة أيضا أما ما يخص الحان الرقص – فهي تكون على شكل الحان مستقلة او نغمات لاغاني الرقص المشهورة ، من الطبيعي إن هذا القسم من الموسيقى الصامتة يشارك مع فن أغاني الرقص بصفات كثيرة ، سوى الفرق الوحيد وذلك بفضل قدرة الآلات من ناحية الصوت والتطور الإيقاعي ، وتشكل الحان الطقوس وخاصة الحان العرائس والصيد …. الخ .
جزءا مهما من الموسيقية الصامتة ، فالألحان الصامتة وباستخدام الأدوات الموسيقية المختلفة تشكل جزءا غنيا وقيما من الموسيقى الكردية ، ويستحق هذا النوع وبوضعه الحالي اهتماما خاصا إن الموسيقى الكردية وأسوة بالفن الموسيقي للشعوب الأخرى تتسم بطابعها الخاص فلهذا الفن من الموسيقى نظام تلحيني محدد ومبادئ خاصة بتطور الألحان وشكل تكويني معين وفي الوقت الحاضر تشترك جميع أنواع الأغاني والفنون بصفات عامة ، إن دراسة الموسيقى الكردية المتنوعة تساعدنا على انتقاء الأغاني بشكل سديد .
كما ينبغي إعطاء اهتمام خاص لمسألة تصنيف ودراسة المؤلفات الموسيقية الفلكلورية الكردية، إن هذا المؤلفات بشكل عام تحمل طابعا شعبيا وتتضمن مواد خامة، لقد آن الأوان للتفكير بالأساليب العلمية في ترتيب المواد وفق ضرورة العصر.
إن العمل في مجال جمع ودراسة نماذج من الموسيقى الشعبية الكردية جرى ولا زال يجري بشكل أساسي في أرمينيا السوفيتية وفي وقتنا الراهن ، لم تدرس تقريبا موسيقى الأكراد القاطنين في جمهوريات الاتحاد السوفيتي : جورجيا ، و أذربيجان ، وتركمانيا ، و قرغيزيا ، وكازاخستان ، وكذلك في كردستان بالذات تلك المجزأة الجنوبية والشرقية والشمالية و الشمالية الغربية ، إن جمع ودارسة موسيقى الأكراد في هذه المناطق سيساعدنا على حل مسائل كثيرة ملحة .
وإضافة إلى عامل التجزئة ، يتوزع الأكراد ما بين مجموعات من اللهجات والطوائف وتجدر الإشارة إلى إن ما تم تسجيله حتى الآن قد أنجز بشكل أساسي على يد الأكراد اليزيديين المتحدثين باللهجة الكرمانجية ، ومن الطبيعي إن سيادة أنظمة اجتماعية مختلفة وتغاير الشروط الاجتماعية والانتماء إلى اللهجات ومذاهب مختلفة جعل الشعب يبدع لهجات موسيقية متعددة رئيسية ومحلية وفي الوقت ذاته ، فان فلكلور بعض من فئات الشعب بخصائصه المميزة يحمل طابعا قوميا عاما ، وانطلاقا من كل هذا فا إحدى المسائل الأساسية أمام الفلكلور الكردي هي دراسة مقارنة الفلكلور الفئات الشعبية المختلفة و إبراز المشترك فيما بينها وتحديد طبيعة خصائصها ومميزاتها .
وبالرغم من أن الموسيقى الكردية تعتبر فنا مستقلا بذاتها فاها وفي نفس الوقت تعتبر جزءا لا يتجزأ من التراث العام لشعوب الشرق ، فقد جاور الأكراد ولقرون عديدة شعوب متعددة ، إن دراسة العلاقة المشتركة والتأثير المتبادل للتراث الموسيقي لهذه الشعوب سيساعدنا على إبراز مسائل جدية متعددة .
إن هذه الأعمال ستنجز على أيادي أجيال متعددة ، ولكن وبسبب التغييرات في الفلكلور الشعبي التقليدي ، فعلينا أن نبدي اليوم قلقنا إزاء تهيئة و أعداد الكادر ، يجب إن تلقى هذه المسألة الاهتمام سواء أكان من قبل المستكردين أو البقية الباقية من المستشرقين ، لان مسائل الموسيقى الكردية ترتبط بشكل عضوي مع مسائل الاستشراق ، إن إبراز علاقة التراث الروحي ما بين الشعوب المختلفة تحظى بأهمية عليمة خاصة .
ن .آ . جواري – نورة جواري : هي ابنة البروفسور الكردي المرحوم حاجي جندي موسيقية ..
المصدر: أبحاث علمية كردية