الكورد في كوردستان العراق يتحدثون بلهجات مختلفة، ولا توجد لحد الان لغة موحدة وتعود أسباب ذلك الى الظروف السياسية والعوامل الجغرافية والتأريخية.
واليوم تنتشر الثقافة الكُردية بلهجتين هما (السورانية) و (البهدينية)، لكن هناك اللهجة الكورانية واللهجة اللورية أيضا.
خارطة كوردستان رسمت في العصر العباسي
السورانية
هي اللهجة المعتمدة لغة رسمية في إقليم كوردستان العراق، إلا أنه ليس هناك اتفاق لحد اليوم على الإملاء الموحد، وهناك جهود حثيثة لإصدار قاموس لغوي موحد بهذه اللهجة.
وأبرز الشعراء الكلاسيكيين مثل نالي وسالم ومحوي والحاج قادر وغيرهم كتبوا شعرهم بهذه اللهجة، وكما كتب ويكتب أكثر الروائيين والشعراء المعاصرين نتاجاتهم بهذه اللهجة.
في هذه اللهجة بعض القصور لإفتقارها لصيغ زمنية معينة مثل صيغة المستقبل، والتأنيث والتذكير. ولكنها تتميز في مناطق معينة مثل موكريان وبشدر بغنى كبير في أساليب التعبير والمفردات، والكنايات، مما يستدعي التلاقح اللغوي والاستفادة من لهجات تلك المناطق. ويتحدث بهذه اللهجة أكثرية الشعب الكوردي في إقليم كوردستان العراق وخاصة في محافظات السليمانية وأربيل وكركوك.
البهدينية
تتميز هذه اللهجة برصانة نحوها وصرفها وكتب الشاعر الكوردي الكبير أحمد خاني ملحمته الرائعة "مم و زين" بهذه اللهجة. وهناك كنز من ابداع الشعراء الكلاسيكيين من متصوفين أمثال ملا جزيري وعلي حريري مكتوب بهذه اللهجة.
ومثقفو بهدينان يبدعون بهذه اللهجة التي يتحدث بها اكبر عدد من الكورد في تركيا وسوريا والقوقاز وبعض مناطق ايران. ويتحدث أهالي محافظة دهوك وأهالي المناطق الكوردستانية في محافظة الموصل بكوردستان العراق بهذه اللهجة.
الكورانية (الهورامية)
حسب العديد من المصادر الاكاديمية، تعتبر هذه اللهجة من أقدم اللهجات الكوردية وتتميز بسلاستها وغناها وجمالها، وقد كانت شائعة في الكثير من المناطق في أطراف السليمانية وكركوك، الا أنها انحسرت في الفترات الأخيرة في منطقة هورامان وبعض مدن كوردستان إيران. وتعرضت هذه اللهجة إلى اهمال كبير من قبل القيّمين على المؤسسات الثقافية الكوردية في العراق، وهناك تراث غني بهذه اللهجة مثل دواوين العمالقة الكلاسيكيين مولوي وبيساراني وسيداي هزرامي وولي ديوانه وغيرهم، وإن تعاليم الديانات الكاكائية وبعض الفرق الدينية الاخرى مكتوبة بهذه اللهجة.
اللهجة اللورية
طرأت تغيرات كبيرة على هذه اللهجة وامتزجت بلكنات خانقين وكرماشان والكلهور مما أصبحت هناك لهجة لورية بلكنات مختلفة لكنها مفهومة من قبل سكان هذه المناطق، وبرزت رموز عظام للثقافة العراقية من أبناء هذا المكون من مكونات المجتمع الكوردي.
وقد كتب بابا طاهر الهمداني بعض قصائده بهذه اللهجة. هذا والذي بقي من هذه اللهجة هو شيء من التراث من حكايات وأغان. وفي إيران ثمة شعراء وقاصون يكتبون الشعر المعاصر والقصص بهذه اللهجة.