جان دوست
كاتب كردي ولد في مدينة كوباني 1965 في سوريا أصدر العديد من كتب البحث و الترجمة و الدواوين الشعرية و الروايات .
يعيش منذ العام 2000 في المانيا
لكن عندما سئل الكاتب الكبير جان من انت فاجاب : كثيراً ما طرح علي هذا السؤال , و في الحقيقة إن كنت أعلم من أكون , كنت سأتوقف عن الكتابة. أنا أكتب من أجل أن أعرف نفسي أولاً ثم أعرف نفسي بالاخرين. الكتابة عندي هو إظهار الداخل و ما يعتلج في النفس. يستطيع المرء تعريف نفسه ظاهرياً ببضع كلمات : أين ولد ,أين درس و أين يعيش!! وعلى كل حال فأنا انسان مهموم , البكاء عندي نوع من أنواع رياضة غسل الروح, و روحي أغسلها دائما. الكتابة عندي ليست مجالاً فقط للتعريف بالنفس لكن هي نفض القلب من القذارة .أنا أكره الحياة و أخاف الموت, فإلى أين سأتجه؟ أي مكان سأختار حيث لا حياة فيه و لا موت.
وفي ما يلي لمحة صغيرة جدا عن اعمال الكاتب جان دوست
عن دار AVESTA في استانبول، صدرت الرواية الثالثة للباحث و الروائي الكردي جان دوست عنوان الرواية باللغة الكردية Mîrname أي: كتاب الأمير أو رسالة إلى الأمير. و فيها يرجع جان دوست غائصاً في التاريخ و هذه المرة أبعد من روايتيه السابقتين ، فيتخذ من الشاعر الكردي أحمد خاني بطلاً لهذه الرواية ذات المئتين و اثنتين و ثلاثين صفحة التي استخدم فيها تقنية مختلفة عن تقنياته المستخدمة سابقاً و تعتمد على البوليفونيك أو تعدد الأصوات . هذه الأصوات الروائية المتعددة عبارة عن شخصيات متنوعة تبدأ الحديث عن خاني عقب دفنه في يوم ماطر و لكل رأيه المختلف عن خاني. يمكن للقارئ أن يتناول الرواية على أنها مجموعة قصص في قالب روائي أو رواية مكتوبة على شكل قصص متصلة و تتضمن الرواية أخيراً رسالة خيالية كتبها خاني إلى أمير بايزيد في عهده.
تعكس الرواية العلاقات المتوترة دائماً بين المثقف و السياسي و ترسم ملامح المثقف السائر في ركب السياسي و المثقف الآخر المتمرد، كما ترسم صورة متخيلة لمجمل نواحي الحياة الكردية في نهاية القرن السابع عشر. كما تثير سؤالاً عن أسباب و دوافع موت خاني و ربما تشير إلى أنه قتل بتدبير من الأمير و دسائس من مستشاريه.
يذكر أن الروائي بقي على منهجه في كتابة الرواية بلغة شعرية و في تطعيم الحدث الروائي بالفاتنازيا من دون تطرف حتى يبقي التوازن الروائي قائماً بين ما هو واقعي متخيل و ما هو خيالي واقعاً.
وعن دار سبيريز في كردستان الجنوبية صدرت الطبعة الثالثة من كتاب مم و زين الذي ألفه أحمد خاني شعراً منذ ثلاثة قرون . هذا الكتاب الذي يضم بين دفتيه قصة الحب المأساوية التي تسرد آلام العاشقين مم و زين بلغة آسرة حاول فيها الشاعر الكبير أحمد خاني صهر اللهجات الكردية في بوتقة واحدة بالاستفادة من اللغات التي كان يتقنها وهي العربية والفارسية والتركية العثمانية. و لم تكن هذه القصة الأليمة سوى مطية طيعة لأفكار الشاعر القومية ودعوته التحررية ونضاله الحثيث في سبيل رفعة الأمة الكردية وتقدمها وتبوئها المركز اللائق بها. كما لخص الشاعر أفكاره في العقيدة الإسلامية والتصوف والفلسفة وجاء كتابه سفراً كبيراً يتردد فيه صدى معرفته العميقة وإلمامه بكافة علوم عصره حتى الفلك والموسيقى. وبهذه الترجمة التي قام بها الكاتب الكردي جان دوست تحت اسم( الدر الثمين في شرح مم و زين) يكون الكتاب قد خرج إلى النور بالشكل الذي يليق به, فلم يكتف الكاتب جان دوست بالترجمة بل قام بشرح المفدرات شرحاً وافياً وعلق على الأفكار التي وردت في المتن وعقد في كثير من الأماكن مقارنات بين فكر الخاني وأفكار غيره من المتصوفة الإسلاميين وكتب مقدمة وافية عن الظروف التي كانت قائمة قبل وأثناء كتابة مم و زين.
وقد لفت انتباهي كلامه وعبارته
أنا لست مؤرخا لكنني أقرأ التاريخ بعيني شاعر و روائي,و أحاول أن أفجر أسئلة لا أن أقدم أجوبة جاهزة, دوري في الكتابة ليس الإجابة و إنما السؤال.
هذا ما قاله كاتبنا الكبير في حواره مع فاطمة سافجي حول روايته مزاباد
فهنيئا لنا بالكاتب والشاعر الكبير جان دوست
كاتب كردي ولد في مدينة كوباني 1965 في سوريا أصدر العديد من كتب البحث و الترجمة و الدواوين الشعرية و الروايات .
يعيش منذ العام 2000 في المانيا
لكن عندما سئل الكاتب الكبير جان من انت فاجاب : كثيراً ما طرح علي هذا السؤال , و في الحقيقة إن كنت أعلم من أكون , كنت سأتوقف عن الكتابة. أنا أكتب من أجل أن أعرف نفسي أولاً ثم أعرف نفسي بالاخرين. الكتابة عندي هو إظهار الداخل و ما يعتلج في النفس. يستطيع المرء تعريف نفسه ظاهرياً ببضع كلمات : أين ولد ,أين درس و أين يعيش!! وعلى كل حال فأنا انسان مهموم , البكاء عندي نوع من أنواع رياضة غسل الروح, و روحي أغسلها دائما. الكتابة عندي ليست مجالاً فقط للتعريف بالنفس لكن هي نفض القلب من القذارة .أنا أكره الحياة و أخاف الموت, فإلى أين سأتجه؟ أي مكان سأختار حيث لا حياة فيه و لا موت.
وفي ما يلي لمحة صغيرة جدا عن اعمال الكاتب جان دوست
عن دار AVESTA في استانبول، صدرت الرواية الثالثة للباحث و الروائي الكردي جان دوست عنوان الرواية باللغة الكردية Mîrname أي: كتاب الأمير أو رسالة إلى الأمير. و فيها يرجع جان دوست غائصاً في التاريخ و هذه المرة أبعد من روايتيه السابقتين ، فيتخذ من الشاعر الكردي أحمد خاني بطلاً لهذه الرواية ذات المئتين و اثنتين و ثلاثين صفحة التي استخدم فيها تقنية مختلفة عن تقنياته المستخدمة سابقاً و تعتمد على البوليفونيك أو تعدد الأصوات . هذه الأصوات الروائية المتعددة عبارة عن شخصيات متنوعة تبدأ الحديث عن خاني عقب دفنه في يوم ماطر و لكل رأيه المختلف عن خاني. يمكن للقارئ أن يتناول الرواية على أنها مجموعة قصص في قالب روائي أو رواية مكتوبة على شكل قصص متصلة و تتضمن الرواية أخيراً رسالة خيالية كتبها خاني إلى أمير بايزيد في عهده.
تعكس الرواية العلاقات المتوترة دائماً بين المثقف و السياسي و ترسم ملامح المثقف السائر في ركب السياسي و المثقف الآخر المتمرد، كما ترسم صورة متخيلة لمجمل نواحي الحياة الكردية في نهاية القرن السابع عشر. كما تثير سؤالاً عن أسباب و دوافع موت خاني و ربما تشير إلى أنه قتل بتدبير من الأمير و دسائس من مستشاريه.
يذكر أن الروائي بقي على منهجه في كتابة الرواية بلغة شعرية و في تطعيم الحدث الروائي بالفاتنازيا من دون تطرف حتى يبقي التوازن الروائي قائماً بين ما هو واقعي متخيل و ما هو خيالي واقعاً.
وعن دار سبيريز في كردستان الجنوبية صدرت الطبعة الثالثة من كتاب مم و زين الذي ألفه أحمد خاني شعراً منذ ثلاثة قرون . هذا الكتاب الذي يضم بين دفتيه قصة الحب المأساوية التي تسرد آلام العاشقين مم و زين بلغة آسرة حاول فيها الشاعر الكبير أحمد خاني صهر اللهجات الكردية في بوتقة واحدة بالاستفادة من اللغات التي كان يتقنها وهي العربية والفارسية والتركية العثمانية. و لم تكن هذه القصة الأليمة سوى مطية طيعة لأفكار الشاعر القومية ودعوته التحررية ونضاله الحثيث في سبيل رفعة الأمة الكردية وتقدمها وتبوئها المركز اللائق بها. كما لخص الشاعر أفكاره في العقيدة الإسلامية والتصوف والفلسفة وجاء كتابه سفراً كبيراً يتردد فيه صدى معرفته العميقة وإلمامه بكافة علوم عصره حتى الفلك والموسيقى. وبهذه الترجمة التي قام بها الكاتب الكردي جان دوست تحت اسم( الدر الثمين في شرح مم و زين) يكون الكتاب قد خرج إلى النور بالشكل الذي يليق به, فلم يكتف الكاتب جان دوست بالترجمة بل قام بشرح المفدرات شرحاً وافياً وعلق على الأفكار التي وردت في المتن وعقد في كثير من الأماكن مقارنات بين فكر الخاني وأفكار غيره من المتصوفة الإسلاميين وكتب مقدمة وافية عن الظروف التي كانت قائمة قبل وأثناء كتابة مم و زين.
وقد لفت انتباهي كلامه وعبارته
أنا لست مؤرخا لكنني أقرأ التاريخ بعيني شاعر و روائي,و أحاول أن أفجر أسئلة لا أن أقدم أجوبة جاهزة, دوري في الكتابة ليس الإجابة و إنما السؤال.
هذا ما قاله كاتبنا الكبير في حواره مع فاطمة سافجي حول روايته مزاباد
فهنيئا لنا بالكاتب والشاعر الكبير جان دوست