دبي - دعا مذيع بارز بقناة "العربية" إلى إنقاذ لغة الضاد من أخطار تتهددها، سواء بفعل التقليد أو بفعل إهمال المؤسسات القائمة عليها في الأقطار العربية. داعياً العرب إما إلى التحرُّك الجاد أو التوقف يوماً واحداً عن النطق بلغة القرآن؛ حتى لا يؤذوها بأخطائهم المتواصلة في حقها.
وقال المذيع محمد أبو عبيد في مقال جديد له بعنوان "لا تلُمْني في هَواها": "يصادف 21 من فبراير من كل عام اليوم العالمي للغة الأم، وهي مناسبة تحاول فيها اليونسكو التذكير والتحذير أيضاً من خطر انقراض الكثير من اللغات في العالم، التي يبلغ عددها قرابة ستة آلاف لغة، ستة وتسعون في المئة منها لا يتحدث بها أكثر من أربعة في المئة. لكن كيف مرت هذه المناسبة على الناطقين بلغة الضاد؟!".
وأضاف: "تحتل اللغة العربية المرتبة السادسة من حيث عدد الناطقين بها من بعد الصينية والإنجليزية والأوردية والإسبانية والروسية، أي أنها سبقت اللغة الفرنسية، كما أنها تحتل المرتبة الثامنة عشرة من حيث اللغات الخمسين الأكثر بروزاً في الترجمة، وكان للغة العربية أن تتقدم أكثر إذا أُريد لها ذلك من قِبل أهلها. ويبدو، من خلال الوقائع وليس تجنياً، أن اللغة العربية لم تعد تتمتع بالنسبة لأهلها بتلك الهالة التي يجب تحصينها من أي عبث أو فيروس تخريبي، وكأن السوس ما انفك ينخر بها حتى وصل إلى لبها من دون أن نلتفت إلى أي مبيد يقضي على ذاك السوس أو مضاد يهلك الفيروس المنقض عليها".
وبحسب أبو عبيد: "لم تكن اللغات على اختلافها ومنذ نشأتها مجرد أبجديات تتألف منها الكلمات المنطوقة فحسب، لكنها عبارة عن بنيان من الفكر ومكنون ومضمون، تُنسب إليها الهوية والانتماء، فضلاً عن ملازمة جوهرها للجنس البشري كاللازمة الموسيقية في اللحن. ولعل العبارات الفياضة تضيق في مغازلة لغتنا العربية التي - على ما يبدو - لم نعد نتذكرها إلا في حالات العشق والحب، وهي التي لم تعد معشوقة أو محبوبة".
وختم أبو عبيد مقالته قائلاً: "كان بالمقدور أن نحيي المناسبة بمبادرات متواضعة، كأن تقدم الفضائيات – مثلاً - ما أمكن من برامجها يوم 21 فبراير باللغة العربية السليمة.. عفواً.. قد أكون آذيت مشاعر الكثيرين من اللاهثين خلف الإسفاف والسطحية، أو ربما قدمت اقتراحاً يؤذي طبلات آذانهم.. ثمة اقتراح آخر – إذاً -: ماذا لو أُجريت مسابقة في اليوم المذكور للتحدث بالفصحى؟! أو مسابقة في الإملاء أو في معاني الكلمات؟! أو ماذا لو قام متطوعون بحملة لتنظيف اللغة من الأخطاء والشوائب لتكون خالية من الأخطاء ولو ليوم واحد فقط؟! وإذا عجزنا عن تنفيذ أي من هذه المقترحات ماذا – إذاً - لو صمتنا طيلة اليوم المذكور؟! لعل الصمت خير!!".