صحيح أنني ابتعدت منذ فترة طويلة ولكن عدت بموضوع رائع واكتشاف يهز النظرة إلى اللغة الكردية بشكل جذري
إنها الحروف الكردية الأصلية المستخدمة قبل الإسلام
تنشر لأول مرة وموجودة في كتاب "شوق المستهام"
باحث كوردي يميط اللثام عن الحروف الكردية الأصلية المستخدمة قبل الإسلام
أنقرة - خاص الكردية نيوز
أماط الباحث في الدراسات التاريخية واللغوية الشرقية ،محمد روني المراني ،اللثام عن حقائق تاريخية مدهشة بالإعتماد على وثائق تكشف لأول مرة تتعلق بأصول اللغة الكردية قبل كتابتها بالأحرف العربية ،وحقائق أخرى مثيرة للجدل حول التاريخ الكردي من كون كردستان أول أرض مقدسة حتى حسب نصوص القرآن الكريم ،وكذلك حول أن أصل قريش من الأكراد كما في الأحاديث ، وحول كوردستان في الكتب المقدسة وغير ذلك مما ستنشره الكردية نيوز تباعا.
وقد رأت "الكردية نيوز" التي تنفرد بالنشر الحصري لنتاجات جاءت بعد بحث وتدقيق استمرت أعوما انه من الأفضل عدم التصرف تحريريا بما كتبه الباحث بل الإكتفاء بنقله حرفيا لعدم المساس بكتابته مخافة تحريفها عن مسارها أو الوقوع في اللغط ناهيك عن الأسلوب الكتابي الرائع الذي يدعم بها أفكاره.
شوق المستهام" يكتشف الأحرف الكردية الأصلية
كتب وحقق محمد روني المراني :
قبل عقدين من الزمان وفي مدرسة إعدادية بدمشق ورد في كتاب التاريخ العباسي للصف الثاني المتوسط أن الدولة العباسية كانت تتألف من شعوب متعددة كالفرس والأتراك والأكراد، وربما كانت هذه هي الكلمة الوحيدة التي أفلتت من الرقابة لتشير إلى الكرد في كل مواد مناهج التعليم آنذاك وحتى اليوم.
سأل أحد الطلاب مدرسنا العجوز: وما معنى الأكراد؟! فأجابه : هم من الشعوب المسلمة المجاورة للعرب ... وتوالت الأسئلة ومن بينها كان سؤال أحدهم: وهل لهم حروف يكتبون بها، فأجاب المدرس: الكردية لغة محكية ولم تكتب بعد!! ولكن القوميين الأكراد () يحاولون إيجاد أحرف لها ؟!! ثم توجه إلي مستفسراً - فقد كنت أناقشه حسب معرفتي المتواضعة أحياناً حول الكرد- فأخبرته أنهم الآن يكتبون بالأحرف اللاتينية ومن قبلها كانوا يكتبون بالعربية .
حين عدت إلى البيت وسألت أبي – وهو عالم دين وعنده مكتبة ضخمة- عن أحرف الأكراد أخبرني أنه كانت لهم حروف خاصة بهم وقد تخلوا عنها لصالح العربية كما الكثير من الشعوب التي أسلمت، وفي المدرسة أخبرت الأستاذ بهذا الاكتشاف الرائع، ولكنه ابتسم ساخراً وصفعني بقوله: سيظل هذا افتراءً حتى تحضر لي المرجع!
أخذت أبحث في كل الكتب التي تتحدث عن الكرد، ولم يسعفني إلا كتاب "كردستان والأكراد" لملا ع. كردي من إصدارات رابطة كاوا، ولكنه لم يزد على ما قاله أبي: كانت لهم حروف قبل الإسلام تخلوا عنها لصالح الأحرف العربية دون ذكر أي مرجع.وظللت أبحث عن المرجع لأثبت له صدقي، حتى حصلت عليه قبل عدة سنوات وها أنذا أنشره اليوم .
أثناء دراستي للماجستير وضمن المراجع التي كنت ألجأ إليها وجدت في "معجم المطبوعات العربية" لإليان سركيس في ترجمة ابن وحشية أنه ذكر في نهاية كتابه "شوق المستهام" أنه ترجم من الكردية كتابين من أصل كتب كثيرة، وعرفت أن "شوق المستهام" مطبوع في أوربا قبل قرنين من الزمن وأن نسخه المخطوطة ترجع إلى أكثر من عشرة قرون، وظللت أبحث عن الكتاب، كنت على الأكثر أتصور عناوين لبعض الكتب الكردية القديمة، ولم أكن أتوقع أن أجد فيها الحروف الكردية الأصلية، ولكنني وجدتها!
عام 2003 وحين كنت أعمل مديراً لمركز خاصٍ للمخطوطات كنت أراسل الكثير للحصول على صورة للكتاب المذكور بنسخةٍ مطبوعة أو مخطوطة، حتى فاجأني أحد الموظفين بأن الأستاذ إياد الطباع قد اكتشف بالصدفة نسخةً مخطوطةً جديدةً في مكتبة عالي سسهالار بإيران سنة 1999 وأن الكتاب قيد الطبع في دار الفكر وقبل أن أتمكن من الوصول إلى الأستاذ إياد الطباع أحضر هذا الموظف الكتاب مطبوعاً، وقال لي بخبث الود: عرفتُ لماذا تبحث عنه! لأنه يذكر الحروف الكردية القديمة!! وهنا كانت المفاجأة التي أحتاج لأبحاث كبيرة وطويلة حتى أستفيق منها: إنه حقاً يذكر الأحرف الكردية كاملة وبشكل واضح، والأجمل أنه يذكر مقابل أكثر هذه الحرف ما يقابلها من الأحرف العربية!.
فمن هو ابن وحشية هذا وما أهمية كتابه؟
هو أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن حرثيا، المعروف بابن وحشية، ويُنعت بالصوفي، كلدانيّ الأصل، عالمٌ بالكيمياء وغيره، لا يُعرف له تاريخ ميلاد ويرجّح أنه توفي أواخر القرن الثالث الهجري – العاشر الميلادي، ومن كتبه الأخرى وترجماته: غاية الأمل في علوم الرياضيات، الفوائد العشرون في الكيمياء، الإشارات في السحر، الأصنام، الحياة والموت في علاج الأمراض، كتاب الطبيعة، كتاب الفلاحة ترجمه عن الكلدانية، وكتاب في إصلاح الكروم والنخيل ترجمه عن الكردية (1).
ورد ذكر ابن وحشية في أقدم ببلوغرافيا وصلتنا كاملةً وهو المعروف بالفهرست لابن النديم من القرن الرابع الهجري – الحادي عشر الميلادي، حيث يذكر أنه من الذين يترجمون من اللغة النبطية إلى العربية، ثم يذكر له مجموعة كبيرة من الكتب بعد ذلك في باب آخر ، كما يذكر عن أحد تلامذته ويذكر أنه ربما لا يزال حياً أو توفي قريباً(2).
ثم يرد ذكر ابن وحشية في الكثير من المصادر بعدها حتى عصرنا الحالي (3)
كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام وأهميته:
كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام يتناول أحرف عشرات اللغات القديمة والموغلة في القدم وحتى عصر المؤلف، وتبرز أهمية الكتاب في أنه لا يكتفي بمجرد ذكر هذه الأحرف، بل يفك رموز كل هذه الحروف القديمة ويضع ما يقابلها باللغة العربية، حتى اللغات التي تعتمد على الرموز في الكتابة يأتي لها بأمثلة غير قليلة، ومن بينها الهيروغليفية والتي كان يعتقد حتى وقت قريب أن الفرنسي شامبليون هو أول من فك رموزها، ولكن الباحثان المصري: الدكتور عكاشة الدالي المحاضر بالمعهد الأركيولوجي في جامعة لندن، والسوري يحيى مير علم توصلا - كلٌ منهما في دراسة منفصلةٍ - إلى أن ابن وحشية كان أول من فك رموز اللغة المصرية القديمة وميّز أنواعها في كتابه "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام" المؤرَّخ (4).
كما أن الدكتور مصطفى يعقوب قد أثبت في أطروحة الدكتوراه الموسوعية والتي نال بها درجة الامتياز مع درجة الشرف من جامعة الأمة الباكستانية عام 2005 بعنوان: "الإبداعات العلمية المنسوبة إلى الغرب" ذكر هذا السبق ضمن الإبداعات العلمية المنسوبة للغرب، ولا أدري هل نقل عنهم أم كانت دراسته أيضاً منفصلة عن الدراسات الأخرى (5).
أما أول من كشف عن الكتاب فهو المستشرق النمساوي جوزيف همر والذي يعد من أعظم المستشرقين والمؤرخين، وقام بطبعها في لندن عام 1806، مما دفع الباحثِين المذكورِين إلى التأكيد أن "شامبليون لا بد وأن يكون قد اطلع على هذه المخطوطة قبل قيامه بفك رموز "حجر رشيد" الذي عُثر عليه بالقرب من مدينة رشيد شمال مصر، وتعود أهميته إلى وجود نصوص بالهيروغليفية وما يقابلها من مضمون باللغة اليونانية القديمة منقوشة عليه. وقام شامبليون بترجمة النقوش عام 1822 أما كتاب ابن وحشية "شوق المستهام" فمطبوع - كما سبق بيانه - قبل ذلك بأكثر من خمسة عشر عاماً.
وقد نشر هذه المعلومات في صحيفة الاوبزيرفر البريطانية المحرر العلمى فيها: روبن ماكى فيما بعد، ربما انتقاماً من الفرنسيين الذين اكتشفوها أثناء احتلالهم لمصر متحدّين بني جلدته؛ فأضاف نصراً علمياً على النصر العسكري بعد قرنين بسحب شرف اكتشاف رموز الهيروغلوفية منهم أيضاً .
بقي أن نقول أن ابن وحشية هذا كتب كتابه سنة 241هـ 856م كما أرّخ ذلك في نهاية الكتاب.
حول الأكراد والأحرف الكردية في الكتاب
يرد ذكر الأكراد في الكتاب بأكثر من مناسبة ورغم الجمل القليلة المذكورة فإنها تحمل دلالات كبيرة تحتاج لجهود جبارة في كشف اللثام عن تاريخ الكرد المجهول، سنكتفي بذكر المناسبة الأخيرة على أن نعود في مقالات لاحقة للحديث عن الدلالات التي تتضمنها هذه العبارات، ويكفينا استمتاعاً النظر إلى هذه الحروف بل وحتى محاولة تعلمها والكتابة بها ولو لمجرد الاستئناس، وأنا أحيي الأمازيغ على إحياء الكتابة بحروفهم القديمة بشكل شعبي ورسمي أيضاً اليوم.
يقول ابن وحشية في آخر كتابه "شوق المستهام: "صفة قلم آخر من الأقلام القديمة وفيه حروف زائدة عن القواعد الحرفية، تدّعي الأكراد وتزعم أنه القلم الذي كتب به بينوشاد وماسي التوراتي جميع علومهما وفنونهما وكتبهما بهذا القلم وهذه صورته كما ترى ...
إنها الحروف الكردية الأصلية المستخدمة قبل الإسلام
تنشر لأول مرة وموجودة في كتاب "شوق المستهام"
باحث كوردي يميط اللثام عن الحروف الكردية الأصلية المستخدمة قبل الإسلام
أنقرة - خاص الكردية نيوز
أماط الباحث في الدراسات التاريخية واللغوية الشرقية ،محمد روني المراني ،اللثام عن حقائق تاريخية مدهشة بالإعتماد على وثائق تكشف لأول مرة تتعلق بأصول اللغة الكردية قبل كتابتها بالأحرف العربية ،وحقائق أخرى مثيرة للجدل حول التاريخ الكردي من كون كردستان أول أرض مقدسة حتى حسب نصوص القرآن الكريم ،وكذلك حول أن أصل قريش من الأكراد كما في الأحاديث ، وحول كوردستان في الكتب المقدسة وغير ذلك مما ستنشره الكردية نيوز تباعا.
وقد رأت "الكردية نيوز" التي تنفرد بالنشر الحصري لنتاجات جاءت بعد بحث وتدقيق استمرت أعوما انه من الأفضل عدم التصرف تحريريا بما كتبه الباحث بل الإكتفاء بنقله حرفيا لعدم المساس بكتابته مخافة تحريفها عن مسارها أو الوقوع في اللغط ناهيك عن الأسلوب الكتابي الرائع الذي يدعم بها أفكاره.
شوق المستهام" يكتشف الأحرف الكردية الأصلية
كتب وحقق محمد روني المراني :
قبل عقدين من الزمان وفي مدرسة إعدادية بدمشق ورد في كتاب التاريخ العباسي للصف الثاني المتوسط أن الدولة العباسية كانت تتألف من شعوب متعددة كالفرس والأتراك والأكراد، وربما كانت هذه هي الكلمة الوحيدة التي أفلتت من الرقابة لتشير إلى الكرد في كل مواد مناهج التعليم آنذاك وحتى اليوم.
سأل أحد الطلاب مدرسنا العجوز: وما معنى الأكراد؟! فأجابه : هم من الشعوب المسلمة المجاورة للعرب ... وتوالت الأسئلة ومن بينها كان سؤال أحدهم: وهل لهم حروف يكتبون بها، فأجاب المدرس: الكردية لغة محكية ولم تكتب بعد!! ولكن القوميين الأكراد () يحاولون إيجاد أحرف لها ؟!! ثم توجه إلي مستفسراً - فقد كنت أناقشه حسب معرفتي المتواضعة أحياناً حول الكرد- فأخبرته أنهم الآن يكتبون بالأحرف اللاتينية ومن قبلها كانوا يكتبون بالعربية .
حين عدت إلى البيت وسألت أبي – وهو عالم دين وعنده مكتبة ضخمة- عن أحرف الأكراد أخبرني أنه كانت لهم حروف خاصة بهم وقد تخلوا عنها لصالح العربية كما الكثير من الشعوب التي أسلمت، وفي المدرسة أخبرت الأستاذ بهذا الاكتشاف الرائع، ولكنه ابتسم ساخراً وصفعني بقوله: سيظل هذا افتراءً حتى تحضر لي المرجع!
أخذت أبحث في كل الكتب التي تتحدث عن الكرد، ولم يسعفني إلا كتاب "كردستان والأكراد" لملا ع. كردي من إصدارات رابطة كاوا، ولكنه لم يزد على ما قاله أبي: كانت لهم حروف قبل الإسلام تخلوا عنها لصالح الأحرف العربية دون ذكر أي مرجع.وظللت أبحث عن المرجع لأثبت له صدقي، حتى حصلت عليه قبل عدة سنوات وها أنذا أنشره اليوم .
أثناء دراستي للماجستير وضمن المراجع التي كنت ألجأ إليها وجدت في "معجم المطبوعات العربية" لإليان سركيس في ترجمة ابن وحشية أنه ذكر في نهاية كتابه "شوق المستهام" أنه ترجم من الكردية كتابين من أصل كتب كثيرة، وعرفت أن "شوق المستهام" مطبوع في أوربا قبل قرنين من الزمن وأن نسخه المخطوطة ترجع إلى أكثر من عشرة قرون، وظللت أبحث عن الكتاب، كنت على الأكثر أتصور عناوين لبعض الكتب الكردية القديمة، ولم أكن أتوقع أن أجد فيها الحروف الكردية الأصلية، ولكنني وجدتها!
عام 2003 وحين كنت أعمل مديراً لمركز خاصٍ للمخطوطات كنت أراسل الكثير للحصول على صورة للكتاب المذكور بنسخةٍ مطبوعة أو مخطوطة، حتى فاجأني أحد الموظفين بأن الأستاذ إياد الطباع قد اكتشف بالصدفة نسخةً مخطوطةً جديدةً في مكتبة عالي سسهالار بإيران سنة 1999 وأن الكتاب قيد الطبع في دار الفكر وقبل أن أتمكن من الوصول إلى الأستاذ إياد الطباع أحضر هذا الموظف الكتاب مطبوعاً، وقال لي بخبث الود: عرفتُ لماذا تبحث عنه! لأنه يذكر الحروف الكردية القديمة!! وهنا كانت المفاجأة التي أحتاج لأبحاث كبيرة وطويلة حتى أستفيق منها: إنه حقاً يذكر الأحرف الكردية كاملة وبشكل واضح، والأجمل أنه يذكر مقابل أكثر هذه الحرف ما يقابلها من الأحرف العربية!.
فمن هو ابن وحشية هذا وما أهمية كتابه؟
هو أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن حرثيا، المعروف بابن وحشية، ويُنعت بالصوفي، كلدانيّ الأصل، عالمٌ بالكيمياء وغيره، لا يُعرف له تاريخ ميلاد ويرجّح أنه توفي أواخر القرن الثالث الهجري – العاشر الميلادي، ومن كتبه الأخرى وترجماته: غاية الأمل في علوم الرياضيات، الفوائد العشرون في الكيمياء، الإشارات في السحر، الأصنام، الحياة والموت في علاج الأمراض، كتاب الطبيعة، كتاب الفلاحة ترجمه عن الكلدانية، وكتاب في إصلاح الكروم والنخيل ترجمه عن الكردية (1).
ورد ذكر ابن وحشية في أقدم ببلوغرافيا وصلتنا كاملةً وهو المعروف بالفهرست لابن النديم من القرن الرابع الهجري – الحادي عشر الميلادي، حيث يذكر أنه من الذين يترجمون من اللغة النبطية إلى العربية، ثم يذكر له مجموعة كبيرة من الكتب بعد ذلك في باب آخر ، كما يذكر عن أحد تلامذته ويذكر أنه ربما لا يزال حياً أو توفي قريباً(2).
ثم يرد ذكر ابن وحشية في الكثير من المصادر بعدها حتى عصرنا الحالي (3)
كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام وأهميته:
كتاب شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام يتناول أحرف عشرات اللغات القديمة والموغلة في القدم وحتى عصر المؤلف، وتبرز أهمية الكتاب في أنه لا يكتفي بمجرد ذكر هذه الأحرف، بل يفك رموز كل هذه الحروف القديمة ويضع ما يقابلها باللغة العربية، حتى اللغات التي تعتمد على الرموز في الكتابة يأتي لها بأمثلة غير قليلة، ومن بينها الهيروغليفية والتي كان يعتقد حتى وقت قريب أن الفرنسي شامبليون هو أول من فك رموزها، ولكن الباحثان المصري: الدكتور عكاشة الدالي المحاضر بالمعهد الأركيولوجي في جامعة لندن، والسوري يحيى مير علم توصلا - كلٌ منهما في دراسة منفصلةٍ - إلى أن ابن وحشية كان أول من فك رموز اللغة المصرية القديمة وميّز أنواعها في كتابه "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام" المؤرَّخ (4).
كما أن الدكتور مصطفى يعقوب قد أثبت في أطروحة الدكتوراه الموسوعية والتي نال بها درجة الامتياز مع درجة الشرف من جامعة الأمة الباكستانية عام 2005 بعنوان: "الإبداعات العلمية المنسوبة إلى الغرب" ذكر هذا السبق ضمن الإبداعات العلمية المنسوبة للغرب، ولا أدري هل نقل عنهم أم كانت دراسته أيضاً منفصلة عن الدراسات الأخرى (5).
أما أول من كشف عن الكتاب فهو المستشرق النمساوي جوزيف همر والذي يعد من أعظم المستشرقين والمؤرخين، وقام بطبعها في لندن عام 1806، مما دفع الباحثِين المذكورِين إلى التأكيد أن "شامبليون لا بد وأن يكون قد اطلع على هذه المخطوطة قبل قيامه بفك رموز "حجر رشيد" الذي عُثر عليه بالقرب من مدينة رشيد شمال مصر، وتعود أهميته إلى وجود نصوص بالهيروغليفية وما يقابلها من مضمون باللغة اليونانية القديمة منقوشة عليه. وقام شامبليون بترجمة النقوش عام 1822 أما كتاب ابن وحشية "شوق المستهام" فمطبوع - كما سبق بيانه - قبل ذلك بأكثر من خمسة عشر عاماً.
وقد نشر هذه المعلومات في صحيفة الاوبزيرفر البريطانية المحرر العلمى فيها: روبن ماكى فيما بعد، ربما انتقاماً من الفرنسيين الذين اكتشفوها أثناء احتلالهم لمصر متحدّين بني جلدته؛ فأضاف نصراً علمياً على النصر العسكري بعد قرنين بسحب شرف اكتشاف رموز الهيروغلوفية منهم أيضاً .
بقي أن نقول أن ابن وحشية هذا كتب كتابه سنة 241هـ 856م كما أرّخ ذلك في نهاية الكتاب.
حول الأكراد والأحرف الكردية في الكتاب
يرد ذكر الأكراد في الكتاب بأكثر من مناسبة ورغم الجمل القليلة المذكورة فإنها تحمل دلالات كبيرة تحتاج لجهود جبارة في كشف اللثام عن تاريخ الكرد المجهول، سنكتفي بذكر المناسبة الأخيرة على أن نعود في مقالات لاحقة للحديث عن الدلالات التي تتضمنها هذه العبارات، ويكفينا استمتاعاً النظر إلى هذه الحروف بل وحتى محاولة تعلمها والكتابة بها ولو لمجرد الاستئناس، وأنا أحيي الأمازيغ على إحياء الكتابة بحروفهم القديمة بشكل شعبي ورسمي أيضاً اليوم.
يقول ابن وحشية في آخر كتابه "شوق المستهام: "صفة قلم آخر من الأقلام القديمة وفيه حروف زائدة عن القواعد الحرفية، تدّعي الأكراد وتزعم أنه القلم الذي كتب به بينوشاد وماسي التوراتي جميع علومهما وفنونهما وكتبهما بهذا القلم وهذه صورته كما ترى ...