خضر عبد الكريم :
أن الانطباع الحقيقي لأي عمل فني يقرأ و يؤُخذ عن طريق المتلقي, والمتلقي هو المرآة الحقيقية لجدارة ونجاح أي عمل .
حاوره : حسين أحمد .
خضر عبد الكريم , فنان تشكيلي , ينتمي بجدارة إلى جيل الثمانينات من القرن الماضي . بدأ فناناً تشكيلياً - واقعياً-, وما تزال أجواء أعماله التي تتناول البيئة الكردية ,من تفاعلات , وتراكمات – نفسية,واجتماعية, وسيكولوجية , وتعتبر صورة معاكسة لمناخ الجزيرة . والأساطير الغابرة, والحكايات الملحمية للكرد على مر ألازمان , وأيضا ً للفلكلور, والتراث, والإنسان, والأرض حضورها الدائم في لوحاته .
أن الآفاق الحاضرة بين الانبهار والسواد في قسم من الأعمال خضر عبد الكريم يترجم الحالة التراجيدية للمجتمع بمختلف أطيافه ونسائجه المتنوعة, كما أن جمال الطبيعة الكردية الخلابة بنبراتها وتفاعل عنصر الإنسان وارتباطه مع الطبيعة كـ الأرض والتاريخ , كلّ ذلك كوّن سمة وعنصراً هاماً وبارزاً في أعماله التي تناولها.
إن خضر عبدالكريم من الفنانين الكرد التشكيليين - الواقعيين تحول عبر تراكماته النفسية والفيزيولوجية ليتقرب قليلا إلى المدرسة التجريدية المتداخلة مع التعبيرية ,وتشاهد تلامساً حقيقياً في دواخل أعماله من الواقعية- التعبيرية – التجريدية - وهذا بسبب اطلاعاته الواسعة والعميقة في الفنون عامة والفن التشكيلي خاصةً,وتحديداً تجربته القاسية التي قضاها خلف القضبان لفترة طويلة, والتي مازالت لتلك الحالة تأثيراتها المختلفة بارزة في لوحاته و المؤثرة من ضربات فرشاته اللذيذة, ليترك للمتلقي من الوانه الناثرة أثاراً من بقايا أوجاع وآلام ( خضر عبد الكريم ), لهذا كثيراً ما يستخدم ألواناً مركبةً معقدةً ممزوجةً ,يأخذ المتلقي في بعض الأحايين إلى حد الإبهام الرؤيوي لأعماله. ولذلك وهو يسعى دائما ً,وعبر رسوماته نشر الوعي حول أهمية الفن التشكيلي للإنسان عموما , والإنسان الكردي المقهور على وجه الخصوص .ومازال يشق طريقه في الفن بجدية وإخلاص شديدين من هذا المنطلق الثقافي كان لنا معه هذا الحوار الجميل الذي أتمنى أن ينال إعجاب القارئ .
س ـ كيف يرسم الفنان التشكيلي خضر عبد الكريم بداياته .؟
ج- املأ كاسا ً من الأحمر القاني ..من دماء القلب النازف ..أبحث عن نفسي .. أفرش آلامي ومعاناتي على عتبة الدار .. الملم تشتتي وضياعي .. فيعاني الفكر ويتعصر .. يتمخض بولادة جديدة في زمن يطغى الحزن على المشاعر والأحاسيس ,ولكن لا بد من عناوين .. لا بد من أرقام .. لا بد من " الحب " وامرأة ابحث عنها منذ زمن لا بد من واجه للوطن .. لتسير بي قاطرتي .. فأغمض عيني .. يكون لقائي الأزلي بحبيبتي عند ( قامة الوطن ) أو على عتبة الأرض وبجانبي حفنة تراب, تراب خريفي دغدغها حبيبات المطر هكذا كانت البداية .. الحلم والتشكيل فقد كبر الحلم حتى احتضن السماء .. وأما التشكيل فأرتكز في جوهره على مبعثين هامين الحدث والرؤية الحدث وذلك حين أراها والتقيها واقبلها .. والرؤية حينما استرخي وأنام تحت عباءة الوطن .
س ـ الفن التشكيلي رؤية وحدث , متى بدأت تشعر بهاجسه ..؟
ج- كلما نبحث في أعماق ذاتنا .. الذات الانوي ..! كلما أحسسنا بالغرابة تجاه أنفسنا ..! أما حين نبحث في ذاتنا الحسي العاطفي الشعوري نستطيع أن نلتقط ذاتنا الكلي, لذلك غالبا ً نجد عند الفنانين والأدباء والشعراء قد كبر ألانا لديهم ويكبر الهاجس ضمن هذه الرؤية ليوصلنا إلى وضع مجموعة من الإشكاليات ضمن حلقة واحدة تضم ( الحس, والشعور, والوعي, والفكر, والثقافة ,والخيال ) حتى يتم تحديد الهاجس ومتى بدء الشعور به لذلك, يمكنني أن أتجاوز مجموعة هذه الإشكاليات بالقول أن الهاجس التشكيل عند الأغلبية يعود إلى الموروث والجينات لكل فنان بالإضافة إلى تكوين شخصيته ويولد هذا الهاجس بولادته دون أن يعي هذا الشيء ويتجدد تلقائيا ً ضمن حاملها .
س ـ هل اختارك الفن 000 أم أنت الذي اخترته ، وما قصتك مع الفن ؟
ج- أن موضوع الاختيار لها علاقة بجدلية الإنسان مع الطبيعة والكون, وهذه يعود بنا إلى مجموعة من النقاط ذات البعد الخلافي قائمة بذاتها تتجلى في الجينات الوراثية وجغرافية المكان وعلاقة الفن بالزمان .. وببنية العقل الإنساني والثقافة الجمعية وان دراسة هذه النقاط بحد ذاتها إشكالية ذات علاقة بآلية دراسة وبحث هذه النقاط ونمطية الفن الممارس وإبعاده وعلاقته مع الفنون الأخرى من خلال النظر من زاوية النقاط المذكورة والى أين - يسمو بنا وتسمو به- الفن الذي نعتنقه وما امكاناته هذه أن نعطيه من الفن كي يطرح صاحبه كفنان واعتقد بان قصة أي فنان تبدأ هكذا بـ الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل فنان على حدى بالإضافة لثلاثة ثوابت ترافق حياة الفنان -الحياة – الحب – الموت .
س ـ ما هي كوامن هذا الفن 00 الأبعاد00 العمق 00 المدى ؟
ج-أننا جميعا ً نسعى إلى الخلود .. وتحقيق رسالة نؤمن بها ونعمل لا جلها .. ورسالة الفن تحمل أبعادا ً ومضامين ذات مستويات فكرية ومعرفية وفلسفية وروحية واجتماعية وسياسية وذلك من خلال قراءة سيكولوجيته لأي فنان عن طريق دراسة عمله الفني نستطيع معرفة بحث الفنان والخلود الذي يبحث عنه هذا الفنان و يحاول إيجاده عبر العمل الفني الذي يقوم بإنتاجه سواء كان أنيا ً أو مستقبلا ً وهذا ما أصبو إليه ويحاول جميع الفنانين الوصول إليه .
س ـ ما هي مشاركتك في هذا الميدان 000 على مستوى الفن التشكيلي في سوريا ,
ج –- المعارض الفردية :
- صيدنايا 1992
مركز الثقافي بالحسكة 1997
مركز الثقافي في القامشلي 1997
مركز القافي بالحسكة 1999
مركز الثقافي بالمزة دمشق 2000
مطرانية السريان الكاثوليك 2004
المعارض المشتركة :
معرض فنانين الشباب بالحسكة 1998
معرض فنانين بالحسكة 1999
معرض مشترك في المركز الثقافي في رميلان 1998
معرض الفني الكردي في القامشلي 1997
معرض متحف طه طه بالرقة 95 – 96 – 1997 – 98 – 99 – 2000 – 2001 – 2002- 2003 – 2004
معرض تحية للفنان عمر حسيب مركز الثقافي الروسي دمشق 2003
معرض تحية للفنان مصطفى الحلاج 2003 بالرقة
معرض السنوي للفنانين القطر 2003
معرض السنوي لأيام الخان الحرير بحلب صالة إيبلا 2003
معرض في المركز الثقافي بمصياف 2003
معرض في المركز الثقافي في تنين 2003
س - هل لك أن تعكس لنا صورة الانطباع الذي يخلقه فنك 00 بطابعه 00 ببعده عن الآخرين بمعنى صدى فنك في أذواق ورؤى الناس ؟
ج-أن الانطباع الحقيقي لأي عمل فني يقرأ و يؤُخذ عن طريق المتلقي .. والمتلقي هو المرآة الحقيقية لجدارة ونجاح أي عمل وخلال تعاملي مع الجمهور واحتكاكي لمعرفة ما تطرحه .. أجد عند البعض انبهارا ً بالإعمال وهذا ما أجده غالبا ً عند الفئة المتابعة والمثقفة بصريا ً واجد عند البعض الآخر عدم الرضى والارتياح واعتقد أن هذا يعود لعدم فهم العمل أو لعدم استطاعته قراءة العمل علما ً بأنهم ينشّدون للعمل من جانب حين يجذبهم اللون والحركة والتكوين ولكنهم يبحثون عن العمل المقروء والواضح ومع ذلك أجد في الحديث معهم بأنهم يشعرون بالراحة من خلال النظر الى الأعمال ولكن لا يملكون الثقافة الفنية حتى يتواصلوا مع اللوحة ومع ذلك فأنا متفائل لنقطة واحدة أنني حين أتواصل مع الجمهور أجدهم يسألون الجديد الذي احمله لهم , وهذا له دلالة على وقع وتأثير العمل الفني على الجمهور وبالتالي يصبح الجمهور يوما ً بعد يوم يتذوقون العمل الفني ويتعلم النظر إليه بعمق ويعتمد في ذلك على الحس والشعور وبالتالي يتعلم قراءة اللوحة وفهمها بكل أبعادها .
س ـ هل للفن التشكيلي علاقة مع بقية الفنون الأخرى - كالأدب – السينما – المسرح – الشعر – وهل هذه العلاقة متنافرة أم متداخلة ، أم ماذا .؟
ج- أن الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من هذه الفنون التي ذكرتها بل يتداخل و يندمج في جوهره ضمن بوتقة واحد إلا أن لكل واحد منها خصوصيتها وآليتها في التعامل , تتجاذب هذه الفنون وتتداخل حين يكون الموضوع يتعلق بالجانب ( الفني ) وعلاقة هذا الجانب الفني بالروح والشعور الحسي والهاجس الإبداعي وتفترق وتتنافر حين تدخل في التكنيك و مفرداتها .
س ـ بمن تأثرت من الفنانين العالميين ، أي أخذت منهم ، و استفدت من تجاربهم ، نود لو تعطينا فكرة عن ذلك . .؟
ج – لا أتذكر بأنني حينما كنت ارسم .. كانت تشدني أعمال الآخرين من الفنانين سواء كانوا محليين أو عالميين لأنني ما كنت اعرفهم حتى مرحلة متقدمة من حياتي الفنية, ولكن بعد أن فكرت بالعرض أصبحتُ أبحث واقرأ واتابع عن جميع من لهم علاقة بهذا المجال مغمورا ً كان أو عالميا ً واتابع جميع الأنشطة الفنية عن طريق الإعلام وأتعرف على هؤلاء الفنانين من خلال أعمالهم,ولكن لكل فنان عالمي محليته الخاصة التي أوصلته إلى العالمية أي الإبداع وهذه العالمية نابعة من محليته وإحساسه الصادق في رؤيته المحلية ومثالا على ذلك " فان كوخ " لقد ولد ومات جائعاً وهو ألان من الفنانين الأهم في العالم بتعبيريته الأولى وانطباعيته المتأخرة وكانت انطلاقته هي محلية وإحساسه الصادق في رؤيته المحلية .. لذلك تجد جميع موضوعاته وأفكاره وألوانه ومفرداته الفنية هي نتاج ريف هولندي وأنا من المعجبين جدا ً لما قدمه هذا الفنان ولكن لم أتأثر به .
س ـ مستقبل رؤيتك 00 آفاقك في فلسفة الفن 000 مشاريعك القادمة ؟
ج –الطموح لا ينضعب, والرؤى تتفتح دائما ًبشكل دائري, وتكبر تماما ًكما ترمي بحجرة إلى الماء .. تتشكل دائرة ضمن دائرة فتكبر الأولى وتلحقها التي تليها نتيجة هذا الفعل فتأتي واحدة تلو الأخرى هذا ما أصبو إليه,لكن دون أن تتلاشى كما تتلاشى الدائرة الأولى من على سطح الماء عندها يضعف تأثير الفعل وهذا تابع لمجموعة من الظروف والعوامل لكي يعيشها الفنان .. أي فنان كان . غلبا ً يرتكز على أرضية طموحه يتكئ على فكر ورؤية فلسفية ورؤيتي ومشاريعي مرهونة ومرتبطة بفلسفة ضمن معادلة عناصرها – الحب- المراة – الوطن – القمع – الحرية – الشعور – والعمل الدؤوب
...........................................
*خضر عبد الكريم :
فنان تشكيلي
من مواليد محافظة الحسكة 1967
عضو نقابة الفنانيين التشكيليين في سورية
أن الانطباع الحقيقي لأي عمل فني يقرأ و يؤُخذ عن طريق المتلقي, والمتلقي هو المرآة الحقيقية لجدارة ونجاح أي عمل .
حاوره : حسين أحمد .
خضر عبد الكريم , فنان تشكيلي , ينتمي بجدارة إلى جيل الثمانينات من القرن الماضي . بدأ فناناً تشكيلياً - واقعياً-, وما تزال أجواء أعماله التي تتناول البيئة الكردية ,من تفاعلات , وتراكمات – نفسية,واجتماعية, وسيكولوجية , وتعتبر صورة معاكسة لمناخ الجزيرة . والأساطير الغابرة, والحكايات الملحمية للكرد على مر ألازمان , وأيضا ً للفلكلور, والتراث, والإنسان, والأرض حضورها الدائم في لوحاته .
أن الآفاق الحاضرة بين الانبهار والسواد في قسم من الأعمال خضر عبد الكريم يترجم الحالة التراجيدية للمجتمع بمختلف أطيافه ونسائجه المتنوعة, كما أن جمال الطبيعة الكردية الخلابة بنبراتها وتفاعل عنصر الإنسان وارتباطه مع الطبيعة كـ الأرض والتاريخ , كلّ ذلك كوّن سمة وعنصراً هاماً وبارزاً في أعماله التي تناولها.
إن خضر عبدالكريم من الفنانين الكرد التشكيليين - الواقعيين تحول عبر تراكماته النفسية والفيزيولوجية ليتقرب قليلا إلى المدرسة التجريدية المتداخلة مع التعبيرية ,وتشاهد تلامساً حقيقياً في دواخل أعماله من الواقعية- التعبيرية – التجريدية - وهذا بسبب اطلاعاته الواسعة والعميقة في الفنون عامة والفن التشكيلي خاصةً,وتحديداً تجربته القاسية التي قضاها خلف القضبان لفترة طويلة, والتي مازالت لتلك الحالة تأثيراتها المختلفة بارزة في لوحاته و المؤثرة من ضربات فرشاته اللذيذة, ليترك للمتلقي من الوانه الناثرة أثاراً من بقايا أوجاع وآلام ( خضر عبد الكريم ), لهذا كثيراً ما يستخدم ألواناً مركبةً معقدةً ممزوجةً ,يأخذ المتلقي في بعض الأحايين إلى حد الإبهام الرؤيوي لأعماله. ولذلك وهو يسعى دائما ً,وعبر رسوماته نشر الوعي حول أهمية الفن التشكيلي للإنسان عموما , والإنسان الكردي المقهور على وجه الخصوص .ومازال يشق طريقه في الفن بجدية وإخلاص شديدين من هذا المنطلق الثقافي كان لنا معه هذا الحوار الجميل الذي أتمنى أن ينال إعجاب القارئ .
س ـ كيف يرسم الفنان التشكيلي خضر عبد الكريم بداياته .؟
ج- املأ كاسا ً من الأحمر القاني ..من دماء القلب النازف ..أبحث عن نفسي .. أفرش آلامي ومعاناتي على عتبة الدار .. الملم تشتتي وضياعي .. فيعاني الفكر ويتعصر .. يتمخض بولادة جديدة في زمن يطغى الحزن على المشاعر والأحاسيس ,ولكن لا بد من عناوين .. لا بد من أرقام .. لا بد من " الحب " وامرأة ابحث عنها منذ زمن لا بد من واجه للوطن .. لتسير بي قاطرتي .. فأغمض عيني .. يكون لقائي الأزلي بحبيبتي عند ( قامة الوطن ) أو على عتبة الأرض وبجانبي حفنة تراب, تراب خريفي دغدغها حبيبات المطر هكذا كانت البداية .. الحلم والتشكيل فقد كبر الحلم حتى احتضن السماء .. وأما التشكيل فأرتكز في جوهره على مبعثين هامين الحدث والرؤية الحدث وذلك حين أراها والتقيها واقبلها .. والرؤية حينما استرخي وأنام تحت عباءة الوطن .
س ـ الفن التشكيلي رؤية وحدث , متى بدأت تشعر بهاجسه ..؟
ج- كلما نبحث في أعماق ذاتنا .. الذات الانوي ..! كلما أحسسنا بالغرابة تجاه أنفسنا ..! أما حين نبحث في ذاتنا الحسي العاطفي الشعوري نستطيع أن نلتقط ذاتنا الكلي, لذلك غالبا ً نجد عند الفنانين والأدباء والشعراء قد كبر ألانا لديهم ويكبر الهاجس ضمن هذه الرؤية ليوصلنا إلى وضع مجموعة من الإشكاليات ضمن حلقة واحدة تضم ( الحس, والشعور, والوعي, والفكر, والثقافة ,والخيال ) حتى يتم تحديد الهاجس ومتى بدء الشعور به لذلك, يمكنني أن أتجاوز مجموعة هذه الإشكاليات بالقول أن الهاجس التشكيل عند الأغلبية يعود إلى الموروث والجينات لكل فنان بالإضافة إلى تكوين شخصيته ويولد هذا الهاجس بولادته دون أن يعي هذا الشيء ويتجدد تلقائيا ً ضمن حاملها .
س ـ هل اختارك الفن 000 أم أنت الذي اخترته ، وما قصتك مع الفن ؟
ج- أن موضوع الاختيار لها علاقة بجدلية الإنسان مع الطبيعة والكون, وهذه يعود بنا إلى مجموعة من النقاط ذات البعد الخلافي قائمة بذاتها تتجلى في الجينات الوراثية وجغرافية المكان وعلاقة الفن بالزمان .. وببنية العقل الإنساني والثقافة الجمعية وان دراسة هذه النقاط بحد ذاتها إشكالية ذات علاقة بآلية دراسة وبحث هذه النقاط ونمطية الفن الممارس وإبعاده وعلاقته مع الفنون الأخرى من خلال النظر من زاوية النقاط المذكورة والى أين - يسمو بنا وتسمو به- الفن الذي نعتنقه وما امكاناته هذه أن نعطيه من الفن كي يطرح صاحبه كفنان واعتقد بان قصة أي فنان تبدأ هكذا بـ الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل فنان على حدى بالإضافة لثلاثة ثوابت ترافق حياة الفنان -الحياة – الحب – الموت .
س ـ ما هي كوامن هذا الفن 00 الأبعاد00 العمق 00 المدى ؟
ج-أننا جميعا ً نسعى إلى الخلود .. وتحقيق رسالة نؤمن بها ونعمل لا جلها .. ورسالة الفن تحمل أبعادا ً ومضامين ذات مستويات فكرية ومعرفية وفلسفية وروحية واجتماعية وسياسية وذلك من خلال قراءة سيكولوجيته لأي فنان عن طريق دراسة عمله الفني نستطيع معرفة بحث الفنان والخلود الذي يبحث عنه هذا الفنان و يحاول إيجاده عبر العمل الفني الذي يقوم بإنتاجه سواء كان أنيا ً أو مستقبلا ً وهذا ما أصبو إليه ويحاول جميع الفنانين الوصول إليه .
س ـ ما هي مشاركتك في هذا الميدان 000 على مستوى الفن التشكيلي في سوريا ,
ج –- المعارض الفردية :
- صيدنايا 1992
مركز الثقافي بالحسكة 1997
مركز الثقافي في القامشلي 1997
مركز القافي بالحسكة 1999
مركز الثقافي بالمزة دمشق 2000
مطرانية السريان الكاثوليك 2004
المعارض المشتركة :
معرض فنانين الشباب بالحسكة 1998
معرض فنانين بالحسكة 1999
معرض مشترك في المركز الثقافي في رميلان 1998
معرض الفني الكردي في القامشلي 1997
معرض متحف طه طه بالرقة 95 – 96 – 1997 – 98 – 99 – 2000 – 2001 – 2002- 2003 – 2004
معرض تحية للفنان عمر حسيب مركز الثقافي الروسي دمشق 2003
معرض تحية للفنان مصطفى الحلاج 2003 بالرقة
معرض السنوي للفنانين القطر 2003
معرض السنوي لأيام الخان الحرير بحلب صالة إيبلا 2003
معرض في المركز الثقافي بمصياف 2003
معرض في المركز الثقافي في تنين 2003
س - هل لك أن تعكس لنا صورة الانطباع الذي يخلقه فنك 00 بطابعه 00 ببعده عن الآخرين بمعنى صدى فنك في أذواق ورؤى الناس ؟
ج-أن الانطباع الحقيقي لأي عمل فني يقرأ و يؤُخذ عن طريق المتلقي .. والمتلقي هو المرآة الحقيقية لجدارة ونجاح أي عمل وخلال تعاملي مع الجمهور واحتكاكي لمعرفة ما تطرحه .. أجد عند البعض انبهارا ً بالإعمال وهذا ما أجده غالبا ً عند الفئة المتابعة والمثقفة بصريا ً واجد عند البعض الآخر عدم الرضى والارتياح واعتقد أن هذا يعود لعدم فهم العمل أو لعدم استطاعته قراءة العمل علما ً بأنهم ينشّدون للعمل من جانب حين يجذبهم اللون والحركة والتكوين ولكنهم يبحثون عن العمل المقروء والواضح ومع ذلك أجد في الحديث معهم بأنهم يشعرون بالراحة من خلال النظر الى الأعمال ولكن لا يملكون الثقافة الفنية حتى يتواصلوا مع اللوحة ومع ذلك فأنا متفائل لنقطة واحدة أنني حين أتواصل مع الجمهور أجدهم يسألون الجديد الذي احمله لهم , وهذا له دلالة على وقع وتأثير العمل الفني على الجمهور وبالتالي يصبح الجمهور يوما ً بعد يوم يتذوقون العمل الفني ويتعلم النظر إليه بعمق ويعتمد في ذلك على الحس والشعور وبالتالي يتعلم قراءة اللوحة وفهمها بكل أبعادها .
س ـ هل للفن التشكيلي علاقة مع بقية الفنون الأخرى - كالأدب – السينما – المسرح – الشعر – وهل هذه العلاقة متنافرة أم متداخلة ، أم ماذا .؟
ج- أن الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من هذه الفنون التي ذكرتها بل يتداخل و يندمج في جوهره ضمن بوتقة واحد إلا أن لكل واحد منها خصوصيتها وآليتها في التعامل , تتجاذب هذه الفنون وتتداخل حين يكون الموضوع يتعلق بالجانب ( الفني ) وعلاقة هذا الجانب الفني بالروح والشعور الحسي والهاجس الإبداعي وتفترق وتتنافر حين تدخل في التكنيك و مفرداتها .
س ـ بمن تأثرت من الفنانين العالميين ، أي أخذت منهم ، و استفدت من تجاربهم ، نود لو تعطينا فكرة عن ذلك . .؟
ج – لا أتذكر بأنني حينما كنت ارسم .. كانت تشدني أعمال الآخرين من الفنانين سواء كانوا محليين أو عالميين لأنني ما كنت اعرفهم حتى مرحلة متقدمة من حياتي الفنية, ولكن بعد أن فكرت بالعرض أصبحتُ أبحث واقرأ واتابع عن جميع من لهم علاقة بهذا المجال مغمورا ً كان أو عالميا ً واتابع جميع الأنشطة الفنية عن طريق الإعلام وأتعرف على هؤلاء الفنانين من خلال أعمالهم,ولكن لكل فنان عالمي محليته الخاصة التي أوصلته إلى العالمية أي الإبداع وهذه العالمية نابعة من محليته وإحساسه الصادق في رؤيته المحلية ومثالا على ذلك " فان كوخ " لقد ولد ومات جائعاً وهو ألان من الفنانين الأهم في العالم بتعبيريته الأولى وانطباعيته المتأخرة وكانت انطلاقته هي محلية وإحساسه الصادق في رؤيته المحلية .. لذلك تجد جميع موضوعاته وأفكاره وألوانه ومفرداته الفنية هي نتاج ريف هولندي وأنا من المعجبين جدا ً لما قدمه هذا الفنان ولكن لم أتأثر به .
س ـ مستقبل رؤيتك 00 آفاقك في فلسفة الفن 000 مشاريعك القادمة ؟
ج –الطموح لا ينضعب, والرؤى تتفتح دائما ًبشكل دائري, وتكبر تماما ًكما ترمي بحجرة إلى الماء .. تتشكل دائرة ضمن دائرة فتكبر الأولى وتلحقها التي تليها نتيجة هذا الفعل فتأتي واحدة تلو الأخرى هذا ما أصبو إليه,لكن دون أن تتلاشى كما تتلاشى الدائرة الأولى من على سطح الماء عندها يضعف تأثير الفعل وهذا تابع لمجموعة من الظروف والعوامل لكي يعيشها الفنان .. أي فنان كان . غلبا ً يرتكز على أرضية طموحه يتكئ على فكر ورؤية فلسفية ورؤيتي ومشاريعي مرهونة ومرتبطة بفلسفة ضمن معادلة عناصرها – الحب- المراة – الوطن – القمع – الحرية – الشعور – والعمل الدؤوب
...........................................
*خضر عبد الكريم :
فنان تشكيلي
من مواليد محافظة الحسكة 1967
عضو نقابة الفنانيين التشكيليين في سورية