مازلنا نتحدث عن خصائص اللغة الكردية ومميزاتها وقابليتها للتطور والحياة والتكيف مع التقدم المتسارع في شتى مناحية الحياة. وقد استعرضنا في الحلقة السابقة أهم ما ذكره الأستاذ دحام عبدالفتاح. أما في هذه الحلقة فنلخص ما ذكره الأستاذ علي سيدو الكوراني اللغوي والباحث والمؤرخ وصاحب المؤلفات القيمة عن الأكراد وكردستان واللغة الكردية.
يقول الأستاذ الكوراني:
اللغة الكردية لغة آرية (هندو ـ أوربي) من الفرقة الإيرانية وأقربها إلى الفرقة الجرمانية. وتعد من الناحية الفيلولوجية من اللغات المنصرفة المرتقية التي تنقسم إلى شعبتين:
1ـ الهندية الجرمانية 2ـ السامية
وهي كذلك من اللغات التركيبية المهمة التي تطورت جذورها. وهذه الجذور والسوابق (prefix) واللواحق (suffix) والمواد الأساسية حسب مفهومها العام في اللغات التركيبية الموجودة في بنيتها. كل ذلك يمهد لها إحداث مفردات لغوية تناسب ما يبتكر ويظهر من الأشياء الجديدة كل يوم. وقد أطلق الأكراد على الطيارة لأول مرة شاهدوها (بالافر ـ الطائر في العلو)، وعلى التلفون (بهيستوك ـ السماعة) وعلى الدراجة (هسبي هسن ـ الحصان الحديدي).
ثم يعدد الأستاذ الكوراني مميزات اللغة الكردية، فيذكر منها:
1ـ اضطراد المد والقصر في الأحرف الصوتية. فالأحرف الممدودة تظل على امتدادها دون إضافة حركة، والمقصورة تحافظ كذلك على قصرها إلا إذا جاءتها حركة فتمتد. وأحرف المد اثنان (a,o)، وأحرف القصر ثلاث (e , i , u)، ولا تمتد إلا إذا وضعت هذه الحركة (^) فوقها.وفيما يأتي أمثلة لذلك: سقف (بان ـ ban)، أنف (بوز ـ poz)، رباط (بَن ـ ben)، عرائس (بوكين ukin^b).
2ـ اجتماع الساكنين في أول الكلمة، مثل: الأخذ (ستاندين ـ standin)، نجم (ستير ـ r َste)، عقيم (ستِيوْر ـ stewr).
3ـ انتظام التذكير والتأنيث والتفريق بينهما في الأمور الآتية:
أـ في النداء: تستعمل (لُو ـ Lo) للمذكر العاقل. و(لي ـ َLe) بالإمالة للمؤنث العاقل، في أول الكلمة التي يجب أن تنتهي في التذكير بـ(o) وفي التأنيث بـ(eَ).
مثال ذلك: أيها الرجل (لو مرو ـ ro^Lo me). وأيتها الفتاة (لي كَجي ـ( َkec,e َLe).
ب ـ في الإضافة تستعمل ( َe) للمذكر، و(a) للمؤنث. كأن تقول:
(حصاني: هسبي من ـ min َhespe). و(فَرَسي: ميهينامِن ـ mihina min).
ج ـ في الضمائر: تستعمل ( َe) للمذكر، و(a) للمؤنث. كأن تقول:
أخوه (برايي وِي ـ wi َbraye)، وأخوها (باريي وى ـَwe َbraye) بالإمالة.
د ـ في المفاعيل: تستعمل (i) للمذكر، و( َe) للمؤنث. مثال ذلك:
أرى الحصان (هَسْبي ديبينم ـ hespidibinim)، وأرى الفرس (ميهينِه ديبينيم ـ dibinim َmihine).
هـ ـ في الجنس: فالأسماء الآتية مذكرة دوماً: الرجل وذكور الحيوانات، واسم الجمع، والألوان وكلمة لون ـ رَنْكَ (Rang)، والأرقام، والمعادن التي لم يتبدل شكلها الطبيعي، والجهات الأربع الأصلية، والمياه الجارية وكلمة نهر، والروح والنفس.
والأسماء الآتية مؤنثة دائماً: المرأة وإناث الحيوانات، وأسماء المعاني، وأسماء الأفعال والمصادر، وأحرف الهجاء، والأسماء الجغرافية عدا الأنهار، واسم المكان، ووسائط النقل، والفصول، والمأكولات المطبوخة والمجهزة، والأجرام السماوية وكل ما ينزل من السماء، والأمراض والأورام والقروح، والورق وكل مادة كتابية، والماء والمواد السائلة عدا البحار.
4ـ انتظام التعريف والتنكير: تقول: جاء الرجل (مِيرهاتْ ـ mirhat)، وجاء رجل (ميروفَك هات ـ mirovekhat).
5ـ اتساع تشكيلات حروف الجر، ودقة استعمالها:
فأحرف الجر الكردية قسمان: قسم يأتي في أول الكلمة ، وقسم في آخرها. وهذا التقسيم يعطي معنى دقيقاً للجملة. مثال ذلك: السراج على الطاولة (إذا كان ملتصقاً بها): (جِرا دي سرميس دَيَه ـ deye َse َc,ira diserme).
والسراج فوق الطاولة (إذا كان موازياً بسطحها منفصلاً عنها): (جِرا دي سَرميس رَيَه ـ reye َ c,ra disermeze).
ومثال آخر: اذهبوا من هنا: (زي فِر هَرِن ـ ji vir herin)، إذا كان المقصود مغادرة مكان الاجتماع. أما إذا كان المقصود الذهاب من مكان معين تتشعب فيه الشوارع أو الطرقات فيقال لهم: (دِفِر هَرِن ـ di vir herin).
6ـ كثرة المترادفات. مثال: لإطفاء السراج يقال: فميراندِن ـ vemirandin)، ولإطفاء الحريق يقال: (فَكُوشْتِن ـ vekus,tin).
ولتشقق الصخر وتخدش الوجه بالأظفر يقال (شيكوتاندِن ـ s,ikutandin)، ولتشقق التربة يقال: (قلاشْتِن ـ qelas,tin). ولتشقق سطح الفخار أو الزجاج، ولتشقق سطح الجسم مع سلامة الطبقة السفلى كتشقق اليدين والشفتين يقال: (دَرِزاندِن ـ derizandin).
المرجع:
ـ علي سيدو الكوراني: (من عمّان إلى العمادية أوجلة في كردستان الجنوبية، مطبعة السعادة، القاهرة، 1939)، ص261ـ263. وللمؤلف نفسه القاموس الكردي الحديث، المصدر السابق، ص12ـ13.
يقول الأستاذ الكوراني:
اللغة الكردية لغة آرية (هندو ـ أوربي) من الفرقة الإيرانية وأقربها إلى الفرقة الجرمانية. وتعد من الناحية الفيلولوجية من اللغات المنصرفة المرتقية التي تنقسم إلى شعبتين:
1ـ الهندية الجرمانية 2ـ السامية
وهي كذلك من اللغات التركيبية المهمة التي تطورت جذورها. وهذه الجذور والسوابق (prefix) واللواحق (suffix) والمواد الأساسية حسب مفهومها العام في اللغات التركيبية الموجودة في بنيتها. كل ذلك يمهد لها إحداث مفردات لغوية تناسب ما يبتكر ويظهر من الأشياء الجديدة كل يوم. وقد أطلق الأكراد على الطيارة لأول مرة شاهدوها (بالافر ـ الطائر في العلو)، وعلى التلفون (بهيستوك ـ السماعة) وعلى الدراجة (هسبي هسن ـ الحصان الحديدي).
ثم يعدد الأستاذ الكوراني مميزات اللغة الكردية، فيذكر منها:
1ـ اضطراد المد والقصر في الأحرف الصوتية. فالأحرف الممدودة تظل على امتدادها دون إضافة حركة، والمقصورة تحافظ كذلك على قصرها إلا إذا جاءتها حركة فتمتد. وأحرف المد اثنان (a,o)، وأحرف القصر ثلاث (e , i , u)، ولا تمتد إلا إذا وضعت هذه الحركة (^) فوقها.وفيما يأتي أمثلة لذلك: سقف (بان ـ ban)، أنف (بوز ـ poz)، رباط (بَن ـ ben)، عرائس (بوكين ukin^b).
2ـ اجتماع الساكنين في أول الكلمة، مثل: الأخذ (ستاندين ـ standin)، نجم (ستير ـ r َste)، عقيم (ستِيوْر ـ stewr).
3ـ انتظام التذكير والتأنيث والتفريق بينهما في الأمور الآتية:
أـ في النداء: تستعمل (لُو ـ Lo) للمذكر العاقل. و(لي ـ َLe) بالإمالة للمؤنث العاقل، في أول الكلمة التي يجب أن تنتهي في التذكير بـ(o) وفي التأنيث بـ(eَ).
مثال ذلك: أيها الرجل (لو مرو ـ ro^Lo me). وأيتها الفتاة (لي كَجي ـ( َkec,e َLe).
ب ـ في الإضافة تستعمل ( َe) للمذكر، و(a) للمؤنث. كأن تقول:
(حصاني: هسبي من ـ min َhespe). و(فَرَسي: ميهينامِن ـ mihina min).
ج ـ في الضمائر: تستعمل ( َe) للمذكر، و(a) للمؤنث. كأن تقول:
أخوه (برايي وِي ـ wi َbraye)، وأخوها (باريي وى ـَwe َbraye) بالإمالة.
د ـ في المفاعيل: تستعمل (i) للمذكر، و( َe) للمؤنث. مثال ذلك:
أرى الحصان (هَسْبي ديبينم ـ hespidibinim)، وأرى الفرس (ميهينِه ديبينيم ـ dibinim َmihine).
هـ ـ في الجنس: فالأسماء الآتية مذكرة دوماً: الرجل وذكور الحيوانات، واسم الجمع، والألوان وكلمة لون ـ رَنْكَ (Rang)، والأرقام، والمعادن التي لم يتبدل شكلها الطبيعي، والجهات الأربع الأصلية، والمياه الجارية وكلمة نهر، والروح والنفس.
والأسماء الآتية مؤنثة دائماً: المرأة وإناث الحيوانات، وأسماء المعاني، وأسماء الأفعال والمصادر، وأحرف الهجاء، والأسماء الجغرافية عدا الأنهار، واسم المكان، ووسائط النقل، والفصول، والمأكولات المطبوخة والمجهزة، والأجرام السماوية وكل ما ينزل من السماء، والأمراض والأورام والقروح، والورق وكل مادة كتابية، والماء والمواد السائلة عدا البحار.
4ـ انتظام التعريف والتنكير: تقول: جاء الرجل (مِيرهاتْ ـ mirhat)، وجاء رجل (ميروفَك هات ـ mirovekhat).
5ـ اتساع تشكيلات حروف الجر، ودقة استعمالها:
فأحرف الجر الكردية قسمان: قسم يأتي في أول الكلمة ، وقسم في آخرها. وهذا التقسيم يعطي معنى دقيقاً للجملة. مثال ذلك: السراج على الطاولة (إذا كان ملتصقاً بها): (جِرا دي سرميس دَيَه ـ deye َse َc,ira diserme).
والسراج فوق الطاولة (إذا كان موازياً بسطحها منفصلاً عنها): (جِرا دي سَرميس رَيَه ـ reye َ c,ra disermeze).
ومثال آخر: اذهبوا من هنا: (زي فِر هَرِن ـ ji vir herin)، إذا كان المقصود مغادرة مكان الاجتماع. أما إذا كان المقصود الذهاب من مكان معين تتشعب فيه الشوارع أو الطرقات فيقال لهم: (دِفِر هَرِن ـ di vir herin).
6ـ كثرة المترادفات. مثال: لإطفاء السراج يقال: فميراندِن ـ vemirandin)، ولإطفاء الحريق يقال: (فَكُوشْتِن ـ vekus,tin).
ولتشقق الصخر وتخدش الوجه بالأظفر يقال (شيكوتاندِن ـ s,ikutandin)، ولتشقق التربة يقال: (قلاشْتِن ـ qelas,tin). ولتشقق سطح الفخار أو الزجاج، ولتشقق سطح الجسم مع سلامة الطبقة السفلى كتشقق اليدين والشفتين يقال: (دَرِزاندِن ـ derizandin).
المرجع:
ـ علي سيدو الكوراني: (من عمّان إلى العمادية أوجلة في كردستان الجنوبية، مطبعة السعادة، القاهرة، 1939)، ص261ـ263. وللمؤلف نفسه القاموس الكردي الحديث، المصدر السابق، ص12ـ13.