أكراد العراق
أكراد العراق هم جزء من الشعب الكردي الذي يستوطن الحدود الحالية لجمهورية العراق. يعتبر مسألة اكراد العراق الأكثر جدلا والأكثر تعقيدا في القضية الكردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى وكان الطابع المسلح متغلبا على الصراع منذ بداياته ولكون العراق دولة ذات خليط عرقي و ديني و طائفي معقد فإن الأكراد العراقيين غالبا ما وصفوا بكونهم أصحاب نزعات إنفصالية و إنهم لم يشعروا بالإنتماء الى العراق بحدوده الحالية. نشأت نتيجة هذا الصراع الطويل تيارات تؤمن بأن الأكراد الذين يستوطنون العراق قد قدموا من خارج العراق.
في مقابلة مع الزعيم الكردي جلال طالباني أجراه تلفزيون هيئة الأذاعة البريطانية يوم 8 ابريل 2006 صرح طالباني إن فكرة إنفصال اكراد العراق عن جمهورية العراق امر غير وارد و غير عملي لكون اكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد وإذا ماقررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق. تم إستعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم و قطع الدعم للحركات الكردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد و دمشق و طهران و أنقرة وكان الزعماء الأكراد يدركون هذه الحقيقة وهناك مقولة مشهورة للزعيم الكردي مصطفى بارزاني مفاده "ليس للاكراد اصدقاء حقيقيون".
أكراد إيران
بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في شتاء عام 1979 إجتاحت المناطق الكردية في إيران غضب عارم بعد عدم السماح لممثليين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو (1930 - 1989) من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا ان روح الله الخميني منع قاسملوا من المشاركة في كتابة الدستور ويعتقد بعض المؤرخيين إن رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور كان له بعد ديني بالأضافة الى البعد القومي لكون اغلبية اكراد إيران من السنة [18]. في ربيع عام 1980 قامت القوات المسلحة الأيرانية بأمر من الرئيس الأيراني ابو الحسن بنی صدر بحملة تمشيط واسعة على المناطق الكردية في إيران وخاصة في مدن مهاباد و سنندج و باوه و مريوان [19].
ينص الدستور الإيراني في البندين 15 و 19 على حق الأقليات في إستعمال لغاتهم في المجالات التعليمية و الثقافية ولكن تم إغلاق الكثير من الصحف الكردية ويحكم المحافظات الكردية عادة أشخاص من الفرس او الآزريون [20]
إندلع صراع مسلح بين الحكومة الأيرانية و الأكراد من عام 1979 الى عام 1982 وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الأيراني بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكردي "كومه له" وتعني بالعربية "المجموعة" طرفين رئيسيين في الصراع ولكن و بحلول عام 1983 تمكنت الحكومة من بسط سيطرتها على معاقل الحزبين [21]. كانت قواة الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسداران وحاكم شرع إيران صادق خلخالی (1927 - 2003) مسؤليين عن إعتقال و إعدام الكثيرين من الأكراد في إيران من اعضاء الحزبين المذكورين او المتعاطفين مع الحزبين [22]. أثناء حرب الخليج الأولى تمركز اعضاء الحزبين الكرديين الإيرانيين في العراق وكانوا مدعومين من العراق وتم اثناء الصراع المسلح بين اكراد ايران و الحكومة الإيرانية تدمير مايقارب 271 قرية كردية [23].
بعد وصول محمد خاتمي للحكم قام بتنصيب اول محافظ كردي لمحافظة كردستان وكان إسمه عبدالله رمضان زاده وقام بتعيين بعض السنة و الأكراد في مناصب حكومية رفيعة [24], وتم تشكيل حزب الإصلاح الكردي ومنظمة الدفاع عن حقوق الأكراد برئاسة محمد صادق كابودواند عام 2005 ويلقى هذه الحركات المسالمة رواجا لدى معظم الأكراد الأيرانيين .
في 9 يوليو 2005 تم قتل الناشط الكردي شوان قدري من قبل قوات الأمن الإيرانية [25] في مدينة مهاباد وحسب بعض الدعايات فإن قدري تم قتله عن طريق سحله في الشوارع ، ادت عملية قتل قدري الى موجة عارمة من اعمال العنف لمدة 6 اسابيع في المدن الكردية, مهاباد و سنندج و بوكان و سقز و بانه و شنو و سردشت [26].
في أغسطس عام 2005 تم إختطاف 4 من الشرطة الأيرانية من قبل حزب كردي مسلح حديث النشوء واسمه حزب الحياة الحرة الكردستاني الذي تأسس عام 2004 ويعتقد ان لهذا الحزب صلة بحزب العمال الكردستاني وقام هذا الحزب المسلح الجديد بقتل 120 من الشرطة الإيرانية خلال 6 اشهر من تشكيله
أكراد تركيا
إستنادا الى تقديرات عام 2006 فإن مايقارب 20% من مجموع 70,413,958 من الساكنين في تركيا هم من الأكراد [28] ويقدر عددهم بحوالي 15 مليون نسمة مما تجعل تركيا من الدول التي يستوطنها معظم الأكراد. يعيش معظم الأكراد في الجنوب الشرقي لتركيا وهناك بعض المصادر الأخرى التي تقدر نسبة الأكراد في تركيا بحوالي % 30 [29].
بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وإقامة الجمهورية التركية الحديثة تبنى مصطفى كمال أتاتورك نهجا سياسيا يتمحور حول إلزام إنتماء الأقليات العرقية المختلفة في تركيا باللغة و الثقافة التركية وكانت من نتائج هذه السياسة منع الأقليات العرقية في تركيا و منهم الأكراد من ممارسة لغاتهم في النواحي الأدبية و التعليمية و الثقافية ومنع الأكراد من تشكيل احزاب سياسية وكان مجرد التحدث باللغة الكردية عملا جنائيا حتى عام 1991 . قوبلت محاولات مصطفى كمال أتاتورك بمسح الأنتماء القومي للأكراد بمواجهة عنيفة من قبل أكراد تركيا وقرر الأكراد والأقليات الأخرى بقيادة الزعيم الكردي سعيد بيران (1865 -1925) القيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية للاكراد و الأقليات الأخرى،على أن تبدأ الأنتفاضة في يوم العيد القومي الكردي عيد نوروز 21 مارس 1925. انتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة وبلغ عدد الاكراد المنتفضين حوالي 600,000 الى جانب حوالي 100,000 من الشركس والعرب والارمن والاثوريين وفرضوا حصارا على مدينة ديار بكر ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على المدينة وفي منتصف ابريل 1925 تم اعتقال سعيد بيران مع عدد من قادة الانتفاضة و نفذ حكم الاعدام فيه في 30 مايو 1925 [30].
بعد إنتكاسة ثورة سعيد بيران شنت الحكومة التركية حملة إعتقالات و تصفيات واسعة في المناطق الكردية في تركيا وحسب مذكرات جواهر ﻻل نهرو عن اعترافات حكومة أنقرة، فقد بلغ عدد القتلى الأكراد في تلك الأحداث مليوناً ونصف مليون [31]. إستمرت الحكومات التركية المتعاقبة على نفس النهج وكان مجرد تلفظ كلمة اكراد يعتبر عملا جنائيا إذ كان يطلق على الأكراد مصطلح "شعب شرق الأناضول" ولكن الإهتمام العالمي بأكراد تركيا إزداد بعد العمليات المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات مما حدى برئيس الوزراء التركي آنذاك توركت أوزال (1927 - 1993) ولأول مرة ان يستعمل رسميا كلمة الأكراد لوصف الشعب الكردي في تركيا وفي عام 1991 رفع أوزال الحظر الكلي بإستعمال اللغة الكردية وإستبدله بحظر جزئي [32].
أثناء صراع الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني تم تدمير 3000 قرية كردية في تركيا وتسبب في تشريد ما يقارب 378,335 كردي من ديارهم [33] [34]. في عام 1991 تم إنتخاب ليلى زانا في البرلمان التركي وكانت اولى سيدة كردية في كردستان تصل الى هذا المنصب ولكنه وبعد 3 سنوات اي في عام 1994 حكمت عليها بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة "إلقاء خطابات إنفصالية
أكراد سوريا
إستنادا الى تقديرات وكالة المخابرات الأمريكية عام 2006 فإن مايقارب 9.7% من مجموع 18,881,361 من الساكنين في سوريا هم من الأكراد و الأرمن [36] ويقدر البعض إن هناك مليون ونصف مليون كردي يعيش في سوريا [37] ويعيش معظم الأكراد في شمال شرقي البلاد وخاصة في مدينة الحسكة و القامشلي بالإضافة الى تواجدهم بأعداد أقل في مناطق اخرى من سوريا [38].
إستنادا الى حوار مع فيصل يوسف عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي ـ عضو اللجنة العليا للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا‚ فإن الأحزاب الكردية غير مرخص قانونيا في سوريا ولكن حزبه يمارس نشاطه منذ 14 يونيو 1957 "على الرغم من ظروفه الصعبة في العقود السابقة"‚ الا ان الحزب يعمل حاليا بشيء من العلنية شأن غيره من الاحزاب الكردية و "حسب الظروف" وقد تغض السلطة النظر عن نشاطه احيانا وتحاول منعها تارة اخرى [39]. من الجدير بالذكر إن الرئيس السوري بشار الاسد قال في إحدى خطاباته "ان القومية الكردية جزء من التاريخ السوري والنسيج السوري" [40]‚ ولكن المؤتمر العاشر لحزب البعث لم يشر الى إمكانية الأكراد من تشكيل أحزاب سياسية [41]. وفي 9 اكتوبر 2005 اصدرت محكمة امن الدولة في سوريا حكما بالسجن عامين ونصف عام على اربعة اكراد بتهمة "الانتماء الى تنظيم سري واقتطاع جزء من اراضي البلاد وضمها الى دولة اجنبية". وكان الأربعة ينتمون الى حزب الاتحاد الديموقراطيpyd، وهو حزب كردي محظور في سوريا [42].
أحداث القامشلي في مارس 2004في نوفمبر 1962 اعلنت الحكومة السورية إن 100,000 من الأكراد الساكنين في سوريا ليسوا مواطنيين سوريين بسبب عدم توفر بيانات عن اجدادهم في الأحصاءات و سجلات النفوس العثمانية قبيل عام 1920 [43]. كان إحصاء عام 1962 لمنطقة الحسكة مثيرا للجدل فهدف الحكومة المعلن كان "التعرف على المهاجرين الغير قانونيين من تركيا الى شمال شرق سوريا" وكان على الشخص ان يمتلك وثائق تبين إنه كان يعيش في سوريا منذ عام 1945 على اقل تقدير [44] ولكن الأكراد إعتبروها سياسة منظمة لما اسموه محاولة لتعريب المنطقة [45] . ويزعم البعض بان الحكومة السورية بدأت في السبعينيات و على يد الرئيس الراحل حافظ الأسد ما أسموه سياسة التعريب ومن الأمثلة على هذه السياسة منع الأكراد من تسمية حديثي الولادة باسماء كردية ومنع إطلاق اسماء كردية على المحلات التجارية [46].
إستنادا الى تقرير من منظمة مراقبة حقوق الإنسان فإنه نشأت نتيجة لإحصاء الحسكة لعام 1962 مجموعة خاصة تم إعتبارهم أجانب او غير مسجليين و حسب الإحصاءات الرسمية السورية يوجد 142,465 كردي من مواليد سوريا ولكنهم لايعتبرون مواطنيين سوريين ولايمكن لهذه المجموعة السفر الى دولة اخري لعدم إمتلاكهم لوثيقة او جواز السفر [47]. تم تزويد هذه المجموعة ببطاقات هوية ولايمكن لهذه المجموعة إمتلاك اراضي او عقارات ولايمكنهم العمل في مؤسسات حكومية ولايمكنهم دخول كليات الطب و الهندسة ولايمكنهم الزواج من مواطن سوري [48] . من الجدير بالذكر إن هذه القوانيين ليست معممة على جميع الأكراد في سوريا وإنما تشمل الأكراد او الأشخاص اللذين وحسب الحكومة السورية لايمتلكون وثائق تؤكد انهم من سوريا قبل عام 1945 فهناك المديرون والوزراء واعضاء مجلس الشعب ورؤساء احزاب مشاركة في الجبهة الوطنية الحاكمة وهم من الأكراد [49]
في 12 مارس 2004 وأثناء مباراة لكرة القدم في ملعب القامشلي التابعة لمدينة الحسكة نشب صراع بين مشجعين اكراد لفريق القامشلي و مؤيدين عرب للفريق الضيف من دير الزور وقتل في ذلك اليوم 12 شخصا وتشير مصادر اخرى ان الصراع بدأ اثناء احياء اكراد المنطقة ذكرى هجمات كيماوية على الاكراد في العراق عام 1988.[50] وإنتشرت اعمال العنف الى مناطق مجاورة ووصلت حتى الى حلب وتمت حملة إعتقالات في المنطقة و إستنادا الى منظمة العفو الدولية فإنه تم إعتقال مايقارب 2000 شخص الغالبية العظمى منهم كانوا من الأكراد وكان من بينهم نساء و اطفال بعمر 12 سنة وتم فصل العديد من الطلاب لأكراد من الجامعات [51] [52] [53].
أستناداً لمنظمة حقوق الإنسان والتي قامت بجولة في منطقة القامشلي التي يقطنها أكثر من 40 بالمئة من العرب والباقي هم من الأكراد والمسيحيين فأنه تبين لها بأن 88 بالمئة من الوظائف الحكومية هي بيد الأكراد ! الأمر الذي يشير وبكل وضوح بأنه لا توجد هناك أي عنصرية ضد الأكراد ، أنما هي أساليب يستخدمها بعض القوميين الأكراد للوصل إلى أهداف قومية بحتة تمكنهم من الحصول على استقلال ودولة خاصة تمثل قوميتهم
أكراد العراق هم جزء من الشعب الكردي الذي يستوطن الحدود الحالية لجمهورية العراق. يعتبر مسألة اكراد العراق الأكثر جدلا والأكثر تعقيدا في القضية الكردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى وكان الطابع المسلح متغلبا على الصراع منذ بداياته ولكون العراق دولة ذات خليط عرقي و ديني و طائفي معقد فإن الأكراد العراقيين غالبا ما وصفوا بكونهم أصحاب نزعات إنفصالية و إنهم لم يشعروا بالإنتماء الى العراق بحدوده الحالية. نشأت نتيجة هذا الصراع الطويل تيارات تؤمن بأن الأكراد الذين يستوطنون العراق قد قدموا من خارج العراق.
في مقابلة مع الزعيم الكردي جلال طالباني أجراه تلفزيون هيئة الأذاعة البريطانية يوم 8 ابريل 2006 صرح طالباني إن فكرة إنفصال اكراد العراق عن جمهورية العراق امر غير وارد و غير عملي لكون اكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد وإذا ماقررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق. تم إستعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم و قطع الدعم للحركات الكردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد و دمشق و طهران و أنقرة وكان الزعماء الأكراد يدركون هذه الحقيقة وهناك مقولة مشهورة للزعيم الكردي مصطفى بارزاني مفاده "ليس للاكراد اصدقاء حقيقيون".
أكراد إيران
بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في شتاء عام 1979 إجتاحت المناطق الكردية في إيران غضب عارم بعد عدم السماح لممثليين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو (1930 - 1989) من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا ان روح الله الخميني منع قاسملوا من المشاركة في كتابة الدستور ويعتقد بعض المؤرخيين إن رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور كان له بعد ديني بالأضافة الى البعد القومي لكون اغلبية اكراد إيران من السنة [18]. في ربيع عام 1980 قامت القوات المسلحة الأيرانية بأمر من الرئيس الأيراني ابو الحسن بنی صدر بحملة تمشيط واسعة على المناطق الكردية في إيران وخاصة في مدن مهاباد و سنندج و باوه و مريوان [19].
ينص الدستور الإيراني في البندين 15 و 19 على حق الأقليات في إستعمال لغاتهم في المجالات التعليمية و الثقافية ولكن تم إغلاق الكثير من الصحف الكردية ويحكم المحافظات الكردية عادة أشخاص من الفرس او الآزريون [20]
إندلع صراع مسلح بين الحكومة الأيرانية و الأكراد من عام 1979 الى عام 1982 وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الأيراني بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكردي "كومه له" وتعني بالعربية "المجموعة" طرفين رئيسيين في الصراع ولكن و بحلول عام 1983 تمكنت الحكومة من بسط سيطرتها على معاقل الحزبين [21]. كانت قواة الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسداران وحاكم شرع إيران صادق خلخالی (1927 - 2003) مسؤليين عن إعتقال و إعدام الكثيرين من الأكراد في إيران من اعضاء الحزبين المذكورين او المتعاطفين مع الحزبين [22]. أثناء حرب الخليج الأولى تمركز اعضاء الحزبين الكرديين الإيرانيين في العراق وكانوا مدعومين من العراق وتم اثناء الصراع المسلح بين اكراد ايران و الحكومة الإيرانية تدمير مايقارب 271 قرية كردية [23].
بعد وصول محمد خاتمي للحكم قام بتنصيب اول محافظ كردي لمحافظة كردستان وكان إسمه عبدالله رمضان زاده وقام بتعيين بعض السنة و الأكراد في مناصب حكومية رفيعة [24], وتم تشكيل حزب الإصلاح الكردي ومنظمة الدفاع عن حقوق الأكراد برئاسة محمد صادق كابودواند عام 2005 ويلقى هذه الحركات المسالمة رواجا لدى معظم الأكراد الأيرانيين .
في 9 يوليو 2005 تم قتل الناشط الكردي شوان قدري من قبل قوات الأمن الإيرانية [25] في مدينة مهاباد وحسب بعض الدعايات فإن قدري تم قتله عن طريق سحله في الشوارع ، ادت عملية قتل قدري الى موجة عارمة من اعمال العنف لمدة 6 اسابيع في المدن الكردية, مهاباد و سنندج و بوكان و سقز و بانه و شنو و سردشت [26].
في أغسطس عام 2005 تم إختطاف 4 من الشرطة الأيرانية من قبل حزب كردي مسلح حديث النشوء واسمه حزب الحياة الحرة الكردستاني الذي تأسس عام 2004 ويعتقد ان لهذا الحزب صلة بحزب العمال الكردستاني وقام هذا الحزب المسلح الجديد بقتل 120 من الشرطة الإيرانية خلال 6 اشهر من تشكيله
أكراد تركيا
إستنادا الى تقديرات عام 2006 فإن مايقارب 20% من مجموع 70,413,958 من الساكنين في تركيا هم من الأكراد [28] ويقدر عددهم بحوالي 15 مليون نسمة مما تجعل تركيا من الدول التي يستوطنها معظم الأكراد. يعيش معظم الأكراد في الجنوب الشرقي لتركيا وهناك بعض المصادر الأخرى التي تقدر نسبة الأكراد في تركيا بحوالي % 30 [29].
بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وإقامة الجمهورية التركية الحديثة تبنى مصطفى كمال أتاتورك نهجا سياسيا يتمحور حول إلزام إنتماء الأقليات العرقية المختلفة في تركيا باللغة و الثقافة التركية وكانت من نتائج هذه السياسة منع الأقليات العرقية في تركيا و منهم الأكراد من ممارسة لغاتهم في النواحي الأدبية و التعليمية و الثقافية ومنع الأكراد من تشكيل احزاب سياسية وكان مجرد التحدث باللغة الكردية عملا جنائيا حتى عام 1991 . قوبلت محاولات مصطفى كمال أتاتورك بمسح الأنتماء القومي للأكراد بمواجهة عنيفة من قبل أكراد تركيا وقرر الأكراد والأقليات الأخرى بقيادة الزعيم الكردي سعيد بيران (1865 -1925) القيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية للاكراد و الأقليات الأخرى،على أن تبدأ الأنتفاضة في يوم العيد القومي الكردي عيد نوروز 21 مارس 1925. انتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة وبلغ عدد الاكراد المنتفضين حوالي 600,000 الى جانب حوالي 100,000 من الشركس والعرب والارمن والاثوريين وفرضوا حصارا على مدينة ديار بكر ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على المدينة وفي منتصف ابريل 1925 تم اعتقال سعيد بيران مع عدد من قادة الانتفاضة و نفذ حكم الاعدام فيه في 30 مايو 1925 [30].
بعد إنتكاسة ثورة سعيد بيران شنت الحكومة التركية حملة إعتقالات و تصفيات واسعة في المناطق الكردية في تركيا وحسب مذكرات جواهر ﻻل نهرو عن اعترافات حكومة أنقرة، فقد بلغ عدد القتلى الأكراد في تلك الأحداث مليوناً ونصف مليون [31]. إستمرت الحكومات التركية المتعاقبة على نفس النهج وكان مجرد تلفظ كلمة اكراد يعتبر عملا جنائيا إذ كان يطلق على الأكراد مصطلح "شعب شرق الأناضول" ولكن الإهتمام العالمي بأكراد تركيا إزداد بعد العمليات المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات مما حدى برئيس الوزراء التركي آنذاك توركت أوزال (1927 - 1993) ولأول مرة ان يستعمل رسميا كلمة الأكراد لوصف الشعب الكردي في تركيا وفي عام 1991 رفع أوزال الحظر الكلي بإستعمال اللغة الكردية وإستبدله بحظر جزئي [32].
أثناء صراع الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني تم تدمير 3000 قرية كردية في تركيا وتسبب في تشريد ما يقارب 378,335 كردي من ديارهم [33] [34]. في عام 1991 تم إنتخاب ليلى زانا في البرلمان التركي وكانت اولى سيدة كردية في كردستان تصل الى هذا المنصب ولكنه وبعد 3 سنوات اي في عام 1994 حكمت عليها بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة "إلقاء خطابات إنفصالية
أكراد سوريا
إستنادا الى تقديرات وكالة المخابرات الأمريكية عام 2006 فإن مايقارب 9.7% من مجموع 18,881,361 من الساكنين في سوريا هم من الأكراد و الأرمن [36] ويقدر البعض إن هناك مليون ونصف مليون كردي يعيش في سوريا [37] ويعيش معظم الأكراد في شمال شرقي البلاد وخاصة في مدينة الحسكة و القامشلي بالإضافة الى تواجدهم بأعداد أقل في مناطق اخرى من سوريا [38].
إستنادا الى حوار مع فيصل يوسف عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي ـ عضو اللجنة العليا للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا‚ فإن الأحزاب الكردية غير مرخص قانونيا في سوريا ولكن حزبه يمارس نشاطه منذ 14 يونيو 1957 "على الرغم من ظروفه الصعبة في العقود السابقة"‚ الا ان الحزب يعمل حاليا بشيء من العلنية شأن غيره من الاحزاب الكردية و "حسب الظروف" وقد تغض السلطة النظر عن نشاطه احيانا وتحاول منعها تارة اخرى [39]. من الجدير بالذكر إن الرئيس السوري بشار الاسد قال في إحدى خطاباته "ان القومية الكردية جزء من التاريخ السوري والنسيج السوري" [40]‚ ولكن المؤتمر العاشر لحزب البعث لم يشر الى إمكانية الأكراد من تشكيل أحزاب سياسية [41]. وفي 9 اكتوبر 2005 اصدرت محكمة امن الدولة في سوريا حكما بالسجن عامين ونصف عام على اربعة اكراد بتهمة "الانتماء الى تنظيم سري واقتطاع جزء من اراضي البلاد وضمها الى دولة اجنبية". وكان الأربعة ينتمون الى حزب الاتحاد الديموقراطيpyd، وهو حزب كردي محظور في سوريا [42].
أحداث القامشلي في مارس 2004في نوفمبر 1962 اعلنت الحكومة السورية إن 100,000 من الأكراد الساكنين في سوريا ليسوا مواطنيين سوريين بسبب عدم توفر بيانات عن اجدادهم في الأحصاءات و سجلات النفوس العثمانية قبيل عام 1920 [43]. كان إحصاء عام 1962 لمنطقة الحسكة مثيرا للجدل فهدف الحكومة المعلن كان "التعرف على المهاجرين الغير قانونيين من تركيا الى شمال شرق سوريا" وكان على الشخص ان يمتلك وثائق تبين إنه كان يعيش في سوريا منذ عام 1945 على اقل تقدير [44] ولكن الأكراد إعتبروها سياسة منظمة لما اسموه محاولة لتعريب المنطقة [45] . ويزعم البعض بان الحكومة السورية بدأت في السبعينيات و على يد الرئيس الراحل حافظ الأسد ما أسموه سياسة التعريب ومن الأمثلة على هذه السياسة منع الأكراد من تسمية حديثي الولادة باسماء كردية ومنع إطلاق اسماء كردية على المحلات التجارية [46].
إستنادا الى تقرير من منظمة مراقبة حقوق الإنسان فإنه نشأت نتيجة لإحصاء الحسكة لعام 1962 مجموعة خاصة تم إعتبارهم أجانب او غير مسجليين و حسب الإحصاءات الرسمية السورية يوجد 142,465 كردي من مواليد سوريا ولكنهم لايعتبرون مواطنيين سوريين ولايمكن لهذه المجموعة السفر الى دولة اخري لعدم إمتلاكهم لوثيقة او جواز السفر [47]. تم تزويد هذه المجموعة ببطاقات هوية ولايمكن لهذه المجموعة إمتلاك اراضي او عقارات ولايمكنهم العمل في مؤسسات حكومية ولايمكنهم دخول كليات الطب و الهندسة ولايمكنهم الزواج من مواطن سوري [48] . من الجدير بالذكر إن هذه القوانيين ليست معممة على جميع الأكراد في سوريا وإنما تشمل الأكراد او الأشخاص اللذين وحسب الحكومة السورية لايمتلكون وثائق تؤكد انهم من سوريا قبل عام 1945 فهناك المديرون والوزراء واعضاء مجلس الشعب ورؤساء احزاب مشاركة في الجبهة الوطنية الحاكمة وهم من الأكراد [49]
في 12 مارس 2004 وأثناء مباراة لكرة القدم في ملعب القامشلي التابعة لمدينة الحسكة نشب صراع بين مشجعين اكراد لفريق القامشلي و مؤيدين عرب للفريق الضيف من دير الزور وقتل في ذلك اليوم 12 شخصا وتشير مصادر اخرى ان الصراع بدأ اثناء احياء اكراد المنطقة ذكرى هجمات كيماوية على الاكراد في العراق عام 1988.[50] وإنتشرت اعمال العنف الى مناطق مجاورة ووصلت حتى الى حلب وتمت حملة إعتقالات في المنطقة و إستنادا الى منظمة العفو الدولية فإنه تم إعتقال مايقارب 2000 شخص الغالبية العظمى منهم كانوا من الأكراد وكان من بينهم نساء و اطفال بعمر 12 سنة وتم فصل العديد من الطلاب لأكراد من الجامعات [51] [52] [53].
أستناداً لمنظمة حقوق الإنسان والتي قامت بجولة في منطقة القامشلي التي يقطنها أكثر من 40 بالمئة من العرب والباقي هم من الأكراد والمسيحيين فأنه تبين لها بأن 88 بالمئة من الوظائف الحكومية هي بيد الأكراد ! الأمر الذي يشير وبكل وضوح بأنه لا توجد هناك أي عنصرية ضد الأكراد ، أنما هي أساليب يستخدمها بعض القوميين الأكراد للوصل إلى أهداف قومية بحتة تمكنهم من الحصول على استقلال ودولة خاصة تمثل قوميتهم