Shabab Kurd | شباب كورد

اهلاً بكم زائرينا الكرام ... ان رغبتم بالمشاركة بمواضيع المنتدى فما عليكم الا التسجيل معنا بالمنتدى ...

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Shabab Kurd | شباب كورد

اهلاً بكم زائرينا الكرام ... ان رغبتم بالمشاركة بمواضيع المنتدى فما عليكم الا التسجيل معنا بالمنتدى ...

Shabab Kurd | شباب كورد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Shabab Kurd je bo Zimanê Kurdi


    القاضى محمد رئيس جمهورية مهاباد.....

    Admin
    Admin


    ذكر

    عدد المساهمات : 1550
    تاريخ التسجيل : 19/01/2011

     القاضى محمد رئيس جمهورية مهاباد..... Empty القاضى محمد رئيس جمهورية مهاباد.....

    مُساهمة من طرف Admin 26.07.11 8:42



    (1901 ـ1947 م )



    لم يكن اسم القاضي محمد رئيس جمهورية كردستان ( التي سميت جزافاً جمهورية مهاباد ) اسماً لا يلفت النظر أولا يثير الاهتمام ، ولغرض التقليل من أهمية التجربة الوطنية الكردية التي تم إجهاضها بتعاون أطراف دولية عدة ، يشار الى الاسم المختصر لها المرتبط بمدينة مهاباد والحقيقة غير ذلك .
    شيء من بدايات حياته :

    هو محمد بن القاضي علي بن قاسم بن ميرزا أحمد ، ولد في مدينة مهاباد سنة 1901 م .كانت أمه من عشيرة فيض الله بك ،ذائعة الصيت في مملكة موكريان .

    القاضي محمد من الشخصيات الكردية المثيرة للاهتمام حقاً ، فقد كان الرجل يتمتع بثقافة كبيرة ، فضلا عن شخصيته الساحرة التي تولد المحبة والتعاطف مع من يقابله ، ويتصف الرجل بعلميته وتبحره في أمور الشريعة والفقه الاسلامي والدين ، واتقانه اللغة العربية والتركية والفارسية والفرنسية والالمام باللغة الانكليزية والروسية ، زيادة علىلغته الأم الكردية .
    و كان يتميز ببساطة شخصيته وتواضعه وشجاعته وايمانه العميق بحقوق شعبه في الحياة ، وضرورة النضال من أجل تحقيق هذه الحقوق المشروعة . وبالرغم من انحدار القاضي محمد من أسرة متمكنة ماديا وغنية في المنطقة ، وساهم ذلك في أن يجعله مثقفاً ومتعلماً من النوع المتميز بين أقرانه ، الا أن ذلك لم يدفعه ليكون مغروراً أو مبتعداً عن مهمات شعبه ونضاله من أجل تحقيق حلمه المشروع .
    كان القاضي محمد يتميز بعلاقاته المتميزة بين أوساط الفقراء والمعدمين ، وبساطته في تلبية حاجاتهم ، ومساعدتهم في قضاء بعض أشغالهم ومصاعبهم وحل مشكلاتهم . وكان كثير الاهتمام بشؤون الفقراء والبسطاء من الناس . وكان حريصاً على الاستماع اليهم ،والرد على أسئلتهم الدينية والمتعلقة بالشريعة والقضاء وفي جميع مناحي الحياة العامة ، بالنظر لما يتمتع به من خصال المعرفة وشمول الثقافة ، التي اكتسبها في حياته . كما كان يدعو الى نشر التعليم والثقافة بين الكرد ، والتمسك بمواصلة الدراسة والتسلح بالعلم والمعرفة ،من أجل مواجهة الاضطهاد والظلم الذي كان يقع على هذا الشعب (وسنلاحظ هذا الجانب بوضوح في آخر وصية له الى شعبه )، فضلا عن تشخيص المعاملات المزرية والمآسي والمظالم التي تقع على الكرد بسبب قوميتهم الكردية ، وعدم تقبلهم التنكر لها ،أو تبديلها وفق رغبة السلطات الحاكمة ،التي كانت تمارس السياسات الشوفينية المقيتة ضدهم ، والتنكر لمقوماتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية .
    وكان القاضي محمد خلال سنوات حياته متفهماً للواقع المرير الذي تعيشه الجماهير الكردية ، متلمساً معاناة الناس واحساسهم بالغبن والتغييب الذي يقع على كامل القضية الكردية .
    كان الشهيد القاضي محمد غالباً ما يستذكر الانتفاضات الكردية التي حدثت ،ويتحدث عنها كثيراً بين أوساط الفقراء ، والتي تحدث تأثيرها وانعكاسها عليهم في تأجيج مشاعرهم الدينية والقومية المشروعة لتكون نبراساً يتذكر به الكرد تاريخهم المجيد .

    وكان يؤكد دوماً على ضرورة تمتين الروابط بين الكرد ، وضرورة أن يضحي الكردي في سبيل دينه وحقوقه القومية المشروعة مهما عظمت التضحيات في ظل الظروف التي يعيشها الكرد في الدول التي تتقاسم وجودهم بعد تعمد اللعبة الدولية على تقسيمهم وتقطيع أوصالهم ، لغرض اضعاف قوتهم وتشتيت ارادتهم ووأد أحلامهم المشروعة .
    وكان القاضي محمد يقلب صفحات التاريخ الكردي بدقة ويستل منها مايؤثر في نفوس الكرد . وتشير الكتابات التي وصلتنا عنه أنه كان مؤثّراً بشكل لايوصف في كل الطبقات الكردية المنتشرة في منطقة مهاباد ، وكان تأثيره واضحاً في قيام حركات سياسية متميزة وتجمعات ثورية وعشائرية ، وصدور مجلات كردية تنشر أفكارها وسياستها في المنطقة وتؤثر خارج منطقتها .

    وبالرغم من سيطرة القيادات العشائرية على المجتمع الكردي،وابتعاد هذه القيادات عن الدعوة الى النضال والكفاح من أجل تطلعات ا لكرد المشروعة ، وابداء المقاومة من قبل الآغاوات والشيوخ ، بسبب عدم التفريط في وسائل استغلالهم للطبقات الفلاحية المعدمة ،وعدم تقبلهم ذهنياً مفاهيم ثورية كان يدعو اليها القاضي محمد تحت شتى الحجج والغايات الدينية والعشائرية والاجتماعية المختلفة ، فقد كان القاضي محمد وعلى الدوام يكرس كل وقته وجلّ اهتمامه في مصلحة الكرد والتطلع نحو مستقبلهم وحياتهم ، ليس في منطقة مهاباد فحسب ، بل في مجمل المناطق التي تعيش بها المجتمعات الكردية .
    وانتشرت دعوة القاضي محمد بين الناس انتشاراً سريعاً مثل البرق ،وتوسعت القاعدة الشعبية لأعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني في المدينة لتحتوى أغلب شبابها وشيوخها وحتى نسائها ، وأمام حالة رد الفعل لما تقوم به السلطات القمعية الفارسية تجاه الكرد ، ومع وقوع حوادث سياسية وأمنية استفزت الجماهير الكردية لتنتفض برمتها على القوات الايرانية ، وتستطيع السيطرة على مجمل المناطق كاملة يوم 17 كانون الأول 1945 ، فسطرت قوات البيش مركة الكردية أروع الملاحم وقصص البطولة في التصدي والثبات حتى يمكن تسمية هذا اليوم بيوم (البيش مركة ) .
    وتحركت القيادات السياسية الكردية بما يتناسب مع الوضع الراهن ، وسيطرت على الوضع، وبدأت تحركات سياسية وتقسيمات عسكرية بعد دراسة الظروف الاقليمية والدولية التي كانت صعبة ومتشابكة للغاية ، بالنظر لمخلفات الحرب العالمية الثانية والتقسيمات الدولية الجديدة ، وانقسام العالم الى معسكرات عدة ، وتعدد المصالح فيما بينها .
    وبتاريخ 22/1/1946 تم اعلان قيام جمهورية كردستان ، التي تأسست ضمن الظروف الشائكة التي ورد ذكرها ، وأصبحت مدينة مهاباد عاصمة للجمهورية الفتية ، وأصبحت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني قائداً لهذه الجمهورية .
    وأمام العالم ووسط أكبر ساحة من ساحات العاصمة (ساحة جوار جرا ـ القناديل الأربعة) تم انتخاب القاضي محمد كأول رئيس للجمهورية الكردستانية ، وكان حاضراً هذه الاحتفالات المهيبة وفود من جميع أطراف منطقة كردستان .ولكن الجمهورية الفتية ذات الحكم الذاتي لم تعمر طويلا ، فقد تخلى الرفاق الحمر عن دعمهم لها ولقيادتها لما اقتضت مصالحهم النفطية ذلك ،فضلا عن الضغوطات الأمريكية والبريطانية على القيادة السوفيتية بضرورة انسحاب الجيش السوفيتي من شمالي ايران .


    نهاية الجمهورية

    تداخلت المساومات السياسية مع خيوط اللعبة الدولية ليتم تخلي جميع الدول وانسحاب الجيش الأحمر من المناطق القريبة ، وخلو الساحة للجيش الايراني الذي تفرغ للاجهاز على الجمهورية الناشئة ، ليطبق عليها بأنيابه ومخالبه ، وتقدمت جحافل الجيش الايراني الجرارة بقوة تقدر ب 120 ألف جندي مدججة بأنواع الأسلحة العسكرية المتطورة حينها لمواجهة شعب لم يكن يملك سوى ارادته وتصميمه على الكفاح .
    وعلى مشارف الجمهورية كان يمكن للقاضي محمد أن ينسحب ويتوارى عن الأنظار ، وكان يمكن له أن يتخلى عن مبادئه وأفكاره لينزوي في داره يتابع مطالعاته والتنعم بالحياة مع أسرته، وكان من الممكن أن يساوم العدوان الايراني ، وكان وكان ، حتى ان المقربين منه والمحيطين به اقترحوا عليه النجاة بنفسه فأجابهم :"كيف لي أن أفرّ وأترك الشعب في هذه الظروف ليواجه مصيره وقد أقسمت أن أدافع عنه حتى آخر قطرة من دمي ؟ " لقدآثر البقاء لمواجهة القوة الايرانية ، مسجلاً بذلك ليس صفحة شجاعة ومشرقة في سجله الشخصي والعائلي ، انما سجل صفحة أخرى من صفحات البطولة والاصرار على الثبات والدفاع عن الحقوق التي يؤمن بأحقيتها ومشروعيتها.
    وتم القبض على القاضي محمد مرفوع الرأس مبتسماً بمهابة واجلال واقتيد الى سجون الجيش الايراني ليتم تقديمه الى المحكمة العسكرية الاستثنائية ، وهو الرجل المدني الذي لم يخالف القوانين العسكرية ، الا أن شموله بحالة الطواريء والحرب جعله يتقدم الى هذه المحكمة بدفاع ليس عن نفسه انما عن قضية الشعب الكردي يفحم بها قضاة المحكمة ، مفنداً جميع الاتهامات الموجهة له .


    نهايته

    كان من الطبيعي أن يصدر الحكم بالموت على البطل الأسطوري والفقيه الزاهد والمتعبد القاضي محمد ، وقد تلقاه القاضي برباطة جأش وثقة عالية بالقدر والمصير المحتوم ، وبشجاعة تنمّ عن ثقته بربه وقضائه وقدره ، وبما يشكله موته من فائدة كبيرة لشعبه الذي يعاني من الاضطهاد والحرمان والظلم .
    وفي يوم 30 مارس 1947 اقتيد البطل الى الساحة التي شهدت قيام الجمهورية الكردستانية نفسها ( ساحة القناديل الأربعة ) . وفي فجر ذلك اليوم البائس بعد أن أدى صلاة الفجر تم شنقه ،ليسجل اسمه في سفر الخلودً مع الشهداء الخالدين والمدافعين عن قضايا شعوبهم ،وعن حق الانسان في الحياة الكريمة .
    وهكذا بقيت الاشارة المضيئة في التاريخ الانساني تتحدث ملياً عن الرموز التي رحلت تحمل معها ايمانها بعقيدتها ومبادئها ، غير أنها باقية في ضمير الشعوب كرمز من رموز الانحياز ضد قوى الباطل والظلم ، الى جانب الشعوب المستضعفة والمنكوبة ، ويصير الشهيد الخالد القاضي محمد بمواقفه وشجاعته وصبره وأحلامه ، التي حولها الى واقع ،و أبقاها مأثرة حية في ضمير من بعده.
    وتتمة للفائدة ننشر فيما يأتي آخر وصية للقاضي محمد ـ قبل اعدامه ، وهي من تعريب الكاتب الكردي محسن جوامير ،وقد نشرتها مواقع كردية عدة .

      الوقت/التاريخ الآن هو 21.11.24 20:13