أبو مسلم الخرساني
في ذلك الوقت كانت الدولة الأموية تنشر ظلها على جميع أنحاء البلاد الإسلامية , و كان السلب و النهب و الرشوة قائمة في كل مكان , و كان معاوية يصرف أموال الخزينة ( بين الشعراء ليمدحوا عدالة حكمه و دولته , كما كان معظم ولاته و قادة جنده مثل ( عمرو بن العاص ) الذي كان والياً على مصر , و عندما عاد من مصر كان يحمل معه من جلود لثمانية من الثيران , حيث كانت تلك الجلود تقوم مقام قاصات اليوم فكان فيـه الهم الرئيسي لمعاوية و ابنه يزيد , و هو القيام بما يكفل انحسار تأثيرات ذلك من بين العرب و المسلمين . بمثل هذه الإجراءات حول الأمويون و البلاد إلى غير سـاكنيها . و إزاء تلك الحالـة التي كانت تـمر بها البلاد , تمكن ( أبو مسلم الخرساني إيران و بكثير من الإخلاص و المحبة التي كان يكنها لآل البيت من العباسيين , أن الحكم , و ليؤازرهم البرامكة فيما بعد , و لشدة ولع العرب ببلادهم فقد أضفوا على القداسة , من مثل ( مكة) قبلة المسلمين , و ( المدينة ) مثوى الرسول و مزاره رحلة المسلمين الأولى , و ( الشام ) مركز محكمة يوم القيامة , و (بغداد ) التي كانت عبارة عن بساتين و حقول زراعية , فقد سماها أبو مسلم الخرساني بدار السلام , و كانت مقامات و مزارات أولياء الله و الصالحين . و قد مكن البرامكة العباسيين من بناء والجيش , و الإقتصاد , و الإدارة و حكم هذه الدولة المترامية الأطراف باسم الخلافـة الإسلامية , حتى أوصلهم إلى مرتبة كسرى , و جعلوهم يرسخون أقدامهم في الحكم يوم حرض فيه وزير هارون الرشيد (سيه )على التوقيع على فرمان قتل البرامكة الشعوبية , فقتلوا جعفر البرمكي , و هو صهر هارون الرشيد , و أوعزوا إلى هارون الرشيد من أخته حملت من البرامكة , و يجب قتلها , فقتلوها و ابنيها معاً و كان عمره لا يتجاوز , و كانوا قد قتلوا أبا مسلم الخرساني مؤسس الدولة العباسية بحيلة أخرى إلى ديوان المنصور , بعد أن أحضروا له سيافون لقتله , بإشارة تصدر من و لما أدرك أبو مسلم أنهم قاتلوه , قال موجهاً كلامه للعباسيين : إن ذنبي عندكم أنقذتكم من مذابح الأمويين و أوصلتكم إلى الحكم , أمن أجل هذا الجميل تكافئونني بالقتل ؟ و قد هجاه أبو دلامة في شعره قائلاً ( ... القدر من شيمة آبائك الكرد ) , سيافون على أبو مسلم الخرساني بسيوفهم في ديوان المنصور , و مزقوا جسده قطعاً , علقت على جسر من جسور دجلة . و كنتيجة لهذا الظلم الزائد عن الحد , بدأت جدران الدولة تتصدع , و تهتز أركانها يوماً بعد يوم , و قد خليت الساحة من أمثال البرامكة حتى يمكنهم موقف و السيطرة على السياستين الداخلية والخارجية و تشديد قبضتهم عليهما , و بدأت تستعمل خاصة في خلافة ( المتوكل على الله ) الذي أصبح مثل صوفي يقضي جل وقته الاختلاء بندمائه , حتى استطاع السلطان العثماني ( مراد ) أن يستخلص منه ذلك الرباني و الدبلوماسية السماوية , و يسجلها باسمه – أي الخلافة – و بانتقال الخلافة إلى الأتراك , انتقلنا نحن أيضاً , كأقنان الأرض في عهد قياصرة الروس , إلى ظل ستار أحمر من الدماء التي أراقها الأتراك من خلال المذابح التي دبروها للشعوب المستضعفة التي ابتلت بحقدهم , وحتى يمكنهم من فرض سيطرتهم على كامل منطقة الشرق الأوسط , عمد سلاطينهم إلى لبس عمائم أكبر من التي كان يلبسها العباسيين , وارتدوا جبب الأولياء ,مثل ذئاب ارتدت جلود حملان – بكل غدرها و لؤمها – و سط الخراف المسالمة و افتراسها متى تشتهي الدماء , و بمثل تلك الحيل الدينية و المراوغة و المكر استطاع الأتراك أن يؤسسوا إمبراطوريتهم العتيدة التي كانت تمتد من ( فينا ) إلى ( إيران ) و إلى ( مصر ) .....
في ذلك الوقت كانت الدولة الأموية تنشر ظلها على جميع أنحاء البلاد الإسلامية , و كان السلب و النهب و الرشوة قائمة في كل مكان , و كان معاوية يصرف أموال الخزينة ( بين الشعراء ليمدحوا عدالة حكمه و دولته , كما كان معظم ولاته و قادة جنده مثل ( عمرو بن العاص ) الذي كان والياً على مصر , و عندما عاد من مصر كان يحمل معه من جلود لثمانية من الثيران , حيث كانت تلك الجلود تقوم مقام قاصات اليوم فكان فيـه الهم الرئيسي لمعاوية و ابنه يزيد , و هو القيام بما يكفل انحسار تأثيرات ذلك من بين العرب و المسلمين . بمثل هذه الإجراءات حول الأمويون و البلاد إلى غير سـاكنيها . و إزاء تلك الحالـة التي كانت تـمر بها البلاد , تمكن ( أبو مسلم الخرساني إيران و بكثير من الإخلاص و المحبة التي كان يكنها لآل البيت من العباسيين , أن الحكم , و ليؤازرهم البرامكة فيما بعد , و لشدة ولع العرب ببلادهم فقد أضفوا على القداسة , من مثل ( مكة) قبلة المسلمين , و ( المدينة ) مثوى الرسول و مزاره رحلة المسلمين الأولى , و ( الشام ) مركز محكمة يوم القيامة , و (بغداد ) التي كانت عبارة عن بساتين و حقول زراعية , فقد سماها أبو مسلم الخرساني بدار السلام , و كانت مقامات و مزارات أولياء الله و الصالحين . و قد مكن البرامكة العباسيين من بناء والجيش , و الإقتصاد , و الإدارة و حكم هذه الدولة المترامية الأطراف باسم الخلافـة الإسلامية , حتى أوصلهم إلى مرتبة كسرى , و جعلوهم يرسخون أقدامهم في الحكم يوم حرض فيه وزير هارون الرشيد (سيه )على التوقيع على فرمان قتل البرامكة الشعوبية , فقتلوا جعفر البرمكي , و هو صهر هارون الرشيد , و أوعزوا إلى هارون الرشيد من أخته حملت من البرامكة , و يجب قتلها , فقتلوها و ابنيها معاً و كان عمره لا يتجاوز , و كانوا قد قتلوا أبا مسلم الخرساني مؤسس الدولة العباسية بحيلة أخرى إلى ديوان المنصور , بعد أن أحضروا له سيافون لقتله , بإشارة تصدر من و لما أدرك أبو مسلم أنهم قاتلوه , قال موجهاً كلامه للعباسيين : إن ذنبي عندكم أنقذتكم من مذابح الأمويين و أوصلتكم إلى الحكم , أمن أجل هذا الجميل تكافئونني بالقتل ؟ و قد هجاه أبو دلامة في شعره قائلاً ( ... القدر من شيمة آبائك الكرد ) , سيافون على أبو مسلم الخرساني بسيوفهم في ديوان المنصور , و مزقوا جسده قطعاً , علقت على جسر من جسور دجلة . و كنتيجة لهذا الظلم الزائد عن الحد , بدأت جدران الدولة تتصدع , و تهتز أركانها يوماً بعد يوم , و قد خليت الساحة من أمثال البرامكة حتى يمكنهم موقف و السيطرة على السياستين الداخلية والخارجية و تشديد قبضتهم عليهما , و بدأت تستعمل خاصة في خلافة ( المتوكل على الله ) الذي أصبح مثل صوفي يقضي جل وقته الاختلاء بندمائه , حتى استطاع السلطان العثماني ( مراد ) أن يستخلص منه ذلك الرباني و الدبلوماسية السماوية , و يسجلها باسمه – أي الخلافة – و بانتقال الخلافة إلى الأتراك , انتقلنا نحن أيضاً , كأقنان الأرض في عهد قياصرة الروس , إلى ظل ستار أحمر من الدماء التي أراقها الأتراك من خلال المذابح التي دبروها للشعوب المستضعفة التي ابتلت بحقدهم , وحتى يمكنهم من فرض سيطرتهم على كامل منطقة الشرق الأوسط , عمد سلاطينهم إلى لبس عمائم أكبر من التي كان يلبسها العباسيين , وارتدوا جبب الأولياء ,مثل ذئاب ارتدت جلود حملان – بكل غدرها و لؤمها – و سط الخراف المسالمة و افتراسها متى تشتهي الدماء , و بمثل تلك الحيل الدينية و المراوغة و المكر استطاع الأتراك أن يؤسسوا إمبراطوريتهم العتيدة التي كانت تمتد من ( فينا ) إلى ( إيران ) و إلى ( مصر ) .....